لا يكاد يخلو سماء قطاع غزة يوماً من صوت طائرات استطلاع الاحتلال الإسرائيلي، والتي ترصد كل صغيرة وكبيرة تدّب على الأرض في القطاع.
تعد هذه الطائرات - بدون طيار - من أكثر التقنيات الاستخبارية في جمع المعلومات، فهي تصور وترصد وتستقبل إشارات وتبث أيضاً، كما أنها تستطيع حمل صواريخ صغيرة وقاتلة، ولدى الاحتلال الإسرائيلي شوط متقدم في صناعة هذه الطائرات وتصديرها إلى العالم، فالهند والصين وتركيا ودول أخرى عقدت صفقات سرية وعلنية لشراء مثل هذه الطائرات.
صغر حجمها، وسهولة حملها، والتحكم بها، جعل منها أيضاً رفيقاً دائماً لجيش الاحتلال الإسرائيلي قرب المناطق الساخنة، في قطاع غزة وجنوب لبنان، ومناطق الضفة الغربية التي تشهد مواجهات مع قوات الاحتلال.
في غزة يختلف حال هذه الطائرة قليلاً، فحاجة جيش الاحتلال لمثل هذه الطائرات يزداد طردياً مع قدرات المقاومة الفلسطينية، والتي استطاعت أكثر من مرة من الاستيلاء على عدد منها، أو صناعة طائرات مشابهة لها، لكن هذه الحاجة أيضاً تزداد مع صعوبة وسائل التخابر ورصد أعمال المقاومة الفلسطينية على الأرض في غزة ، كما أن الاحتلال يستخدم مثل هذه الطائرات في المساعدة على تسهيل مهام المتخابرين في صعوبة التحرك، أو مراقبة أدائهم الاستخباري أيضاً.
موقع "مجد" الأمني ذكر في تقرير له أن هذه الطائرات باتت المصدر الأول لمعلومات الاحتلال عن غزة، ففشل الاحتلال في تجنيد عملاء جدد، أو تسهيل تحرك عدد منهم، وخوف آخرين من التحرك وعدم تنفيذ المهام المطلوبة، جعل الاحتلال يستخدم هذه التقنية بشكل واسع وعلى مدار اليوم.
الموقع قال أن "المتخابر ضرورة أساسية يعتمد عليه الاحتلال في جميع حروبه، وخاصة في مواجهته مع الفلسطينيين، وعليه يسعى عبر أجهزته الاستخبارية على تنظيم حملات تجنيد لمتخابرين جدد مستخدمةً في ذلك الأساليب المتاحة كافة بشكل متواصل ."
ومع هذه الضرورة للمتخابرين إلا "أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" لم يثق بهم في أي زمن من الأزمان، الأمر الذي أكده المتخابر (و، ص) أثناء إدلاء اعترافاته للأجهزة الأمنية في غزة".
حيث اعترف المتخابر (و، ص) أن ضابط المخابرات طلب منه مراقبة متخابرين يقومون بشحن النقاط الميتة بالمال، ومراقبة متخابرين وهم يستلمون ما بداخل تلك النقاط المشحونة.
واعترف أيضاً أنه في بعض الأحيان كان ضابط المخابرات يتتبع تحركاته ومراقبته أثناء عملية شحن النقاط الميتة من خلال طائرة استطلاع، حيث كان يوجهه من خلالها لدخول المسالك المؤدية إلى طريق النقاط الميتة، أو تحديد مكان النقطة بالضبط.
وفي بعض الأحيان كان يطلب منه اصطحاب جهاز إلكتروني قد استلمه من الضابط، ليتمكن الضابط من تحديده وتحديد تحركاته بشكل واضح، ويقول المتخابر (و، ص): "أن الجهاز كان يحوي GPS لمراقبة التحرك، بالإضافة إلى أشياء لم يستطيع معرفتها".