نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن كيري يعمل على إعداد خطة بديلة في حال فشل "اتفاق الإطار"، وخاصة مسألة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
وبحسب المصادر الغربية فإن كيري ما زال يعمل من أجل التوصل إلى "اتفاق إطار"، وأن خطته البديلة، في حال فشل هذا الاتفاق، هي تمديد المفاوضات حتى نهاية العام. وأضافت أن كيري يعمل في هذه المرحلة على محاولة إيجاد مقايضة بين الجانبيْن يعدّل بموجبها البند المتعلق بإسرائيل بصفتها "الوطن القومي لليهود" في الاتفاق في مقابل موافقة الجانب الفلسطيني على البند المتعلق بالقدس.
وتابعت المصادر: "بينما يعمل كيري على التوصل الى اتفاق إطار، يقوم أنديك بفحص شروط تمديد المفاوضات حتى نهاية العام في حال فشل مشروع اتفاق الإطار".
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي للصحافيين المرافقين للرئيس باراك أوباما في زيارته للمملكة العربية السعودية، إن "أنديك وكيري ما زالا يعملان بشكل مكثف مع الطرفين في شأن هذه المسائل".
ونقلت "الحياة" عن مسؤول فلسطيني قوله إن الجانب الأميركي يبدي استعداداً لتعديل الصيغة المتعلقة بيهودية إسرائيل، وجعلها أمراً مرتبطاً بالاتفاق النهائي، لكن الجانب الفلسطيني رفض ذلك، كما رفض الموافقة على البند المتعلق بالقدس، والذي ينص على إقامة عاصمة في جزء من القدس الشرقية وليس في كل القدس الشرقية.
يذكر في هذا السياق أن إسرائيل عرقلت جهود وزير الخارجية الأمريكية في التوصل إلى "اتفاق إطار" من خلال رفضها إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، متحللة من التزاماتها التي مهدت لاستئناف المفاوضات.
وفيما يواصل كيري اتصالاته لإنقاذ المفاوضات، أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ستستأنف المساعي للانضمام الى المنظمات الدولية، مطالبة بحماية دولة فلسطين.
وكان من المقرر أن تطلق إسرائيل سراح الدفعة الرابعة من الأسرى (30 أسيراً) اليوم. غير أن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن كيري ومعاونه مارتن أنديك أبلغا الرئيس محمود عباس بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أبلغهما رفضه إطلاق سراح الأسرى بذريعة أن حكومته ستنهار في حال إطلاق هذه الدفعة من الأسرى لأنها تضم 14 أسيراً من أسرى الداخل الفلسطيني، وطالبا عباس بالموافقة على تمديد المفاوضات لإقناع الجانب الإسرائيلي بإطلاق الأسرى، وهو أمر رفضه عباس تماماً، مؤكداً أنه غير مستعد لبحث أي موضوع متعلق بالتفاوض قبل إطلاق الأسرى.
وكان قد صرح نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب لوكالة "فرانس برس" أن "إسرائيل رفضت التزام الأسماء المتفق عليها من الأسرى"، معتبراً "تهربها من تنفيذ الصفقة وعدم التزامها تفاهماتها مع الإدارة الأميركية، صفعة قوية للإدارة الأميركية وجهودها". وطالب بــ"تأمين حماية للدولة الفلسطينية"، مضيفاً: "سنبدأ بالتحرك باتجاه العمل على تثبيت عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتثبيت مركزها القانوني بعد أن أصبحت دولة غير عضو في الأمم المتحدة منذ عام 2012".
من جانبه، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن الأسرى يهددون بخطوات تصعيدية في حال تراجع إسرائيل عن الاتفاق الخاص بإطلاق الدفعة الرابعة أو إرجاء تنفيذه.