شبه جزيرة القرم، مسرح الأزمة الراهنة بين روسيا وأوكرانيا، منطقة يعود ولاء سكانها لروسيا. وهي مفصولة جغرافيا وتاريخيا وسياسيا عن أوكرانيا. كما أنها تستضيف أسطول البحر الأسود الروسي في ميناء سيباستوبول.
تتصل شبه جزيرة القرم بالبر من خلال شريط ضيق لجهة الشمال، ومن جهتها الشرقية شريط أرضي يكاد يتصل بالأراضي الروسية. استولت روسيا على القرم أصلا في أواخر القرن الثامن عشر عندما دحرت جيوش الامبراطورة الروسية كاثرين العظمى تتار القرم المتحالفين حينها مع العثمانيين، وذلك بعد حروب دامت عقودا. حوصرت سيفاستوبول عام 1854 من قبل الجيشين الفرنسي والإنكليزي وحوالى قرن تم اجتياحها من قبل الجيش الألماني.
وعام 1945، استقبلت شبه جزيرة القرم اجتماع قمة بين ستالين ووينستون تشرشل وفرانك روزفلت للتباحث في مستقبل العالم. أصبحت القرم جزءا من أوكرانيا عام 1954 عندما قرر الرئيس السوفييتي نيكيتا خروتشوف وهو أوكراني الأصل إهداءها إلى موطنه الأصلي. قرار لم يكن مؤثرا إبان الحقبة السوفييتية لكن وبعد انهيار الاتحادعام 1991 أصبحت شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة، ورغم ذلك يعتبر أكثر من 60 بالمئة من سكانها أنفسهم من الروس، فيما يشكل التتار حوالى اثني عشر بالمئة من سكان شبه الجزيرة وهم يعارضون الولاء الروسي للقرم.
أما ميناء سباستوبول الواقع على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم فبقي حتى يومنا هذا حاضنا لأسطول البحرية الروسية وسيبقى بعد أن قرر الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش عام 2010 تمديد مدة بقاء الأسطول الروسي في الميناء لغاية عام 2042.
ويريد التتار - وهم مسلمون - أن تظل شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا، وتحالفوا مع المحتجين المناوئين للرئيس يانوكوفيتش في كييف. وتخشى روسيا الآن أن تعمد السلطات الأوكرانية الجديدة إلى طرد الأسطول، وتتهم أوكرانيا روسيا بغزو القرم، فيما تقول موسكو إن الحكومة الأوكرانية الجديدة فاقدة للشرعية وتشكل تهديدا لستين في المئة من سكان القرم.
نقلاً عن فرانس 24