أثارت دعوة أطلقها حزب "استقلال المملكة المتحدة" الذي يوصف بـ"اليميني المتطرف" ردود فعل غاضبة من المسلمين. وتنص الدعوة على إلزام أبناء الجاليات المسلمة في بريطانيا بالتوقيع على ميثاق بنبذ العنف، وعدم بناء مساجد جديدة وحذف آيات من القرآن الكريم.
واقترح عضو حزب استقلال المملكة المتحدة والنائب البرلماني جيرارد باتن أن ترتبط الجالية المسلمة في بريطانيا بعهد يلزمها التوقيع على ميثاق من أجل التعايش مع المجتمع البريطاني والغربي في سلام.
ونشرت صحيفة غارديان البريطانية عددا من نصوص هذه المذكرة التي تنص صراحة على حذف عدد من آيات الجهاد في القرآن ووقف بناء المساجد في أوروبا، ومطالبة الجالية المسلمة بـ"معالجة تطبيق النصوص القرآنية وتحديثها".
وشدد الميثاق المقترح على "ألا يمارس أبناء الجالية المسلمة في البلاد العنف لأسباب دينية، والاعتراف بالمساواة على كافة المستويات، وإعادة النظر في بعض الآيات القرآنية والأحاديث التي تدعو إلى الجهاد والعنف". واستشهد الميثاق المقترح بنص قال إنه الذي يدعو المسلمين إلى قتل اليهود (اقتلوا اليهود حيث وجدتموهم)، غير أن النص القرآني الصحيح يقول "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم".
من جانبها اعتبرت عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال ياسمين قريشي دعوة حزب الاستقلال لهذا الميثاق بـ"المطالب الوهمية".
وأكدت قريشي أن دعوة الحزب "تهدف للفت الانتباه والحصول على شعبية من أجنحة اليمين الأكثر تطرفا في المجتمع البريطاني".
أما الناطق الرسمي باسم "المبادرة الإسلامية في بريطانيا" محمد كزبر فقال إنه "من غير المقبول على الإطلاق من أي جهة كانت الطلب من الجالية المسلمة التوقيع على مثل هذا الميثاق، لأنه بمثابة تجريم للجالية المسلمة بأكملها وكأنها تمارس العنف ضد الآخرين".
وأوضح كزبر أن هناك أقلية محدودة من الجالية المسلمة توصف بالتطرف حالها كحال جميع الجاليات، مشيرا إلى أن هذا قد يكون كردة فعل لما يحدث للمسلمين في بعض البلدان كالعراق وأفغانستان وفلسطين، وأكد أن نسبة هؤلاء ضئيلة للغاية وهم لا يمثلون الجالية بأي حال من الأحوال.
وأضاف أن الجالية المسلمة الآن "هي التي يُمارس ضدها العنف، وهي التي تقع ضحية الاعتداءات المتكررة عليها وعلى مساجدها ومدارسها، إضافة للاعتداءات التي تطال النساء المسلمات باستمرار من قبل اليمين المتطرف والذي يغذيه إعلام حاقد يحرض باستمرار فيما بات يعرف بالإسلاموفوبيا".
وطالب كزبر الجالية المسلمة بالوقوف صفا واحدا في وجه هذه المحاولات، محملا مسؤولية أي اعتداءات جديدة على الجالية لهذا الحزب والجهات التي تدور في فلكه.
ويشكك حزب استقلال المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي، ويدعو إلى انسحاب بريطانيا منه، كما يعادي الحزب المهاجرين إلى بريطانيا.
وتشهد بريطانيا تصاعد حدة الكراهية والعنصرية ضد المسلمين بصورة غير مسبوقة بعد مقتل الجندي لي ريغبي، وسُجل ارتفاع حاد في الحوادث المعادية للمسلمين الأيام التي أعقبت هذا الحادث، شملت هجمات على المساجد واعتداءات عنصرية وكتابات على الجدران تحمل عبارات مناهضة للمسلمين.
ونظمت "رابطة الدفاع الإنجليزية" وجماعات يمينية متطرفة احتجاجات عنيفة في معظم أنحاء بريطانيا ضد الإسلام والمسلمين، أعقبتها موجة من الهجمات على المساجد بمختلف أنحاء بريطانيا.
وتتعرض الفتيات المسلمات بشكل خاص لألفاظ عنصرية بالشوارع، في حين وجهت اتهامات لوسائل الإعلام البريطانية بتأجيج العنصرية ضد المسلمين.