شبكة قدس الإخبارية

في شباط .. . الشتاء يُغازل المنطقة بمنخفض جوي

قصي حلايقة

تأثرت المنطقة بعاصفة ثلجية قوية في قبيل منتصف كانون أول/ديسمبر الماضي حيث ترافق المنخفض العاصف بثلوج ثقيلة وأمطار كثيفة، وقد نشات العاصفة بفعل تواجد مرتفع جوي ضخم فوق القارة الاوروبية كما يظهر في الصورة أعلاه " اللون الاحمر " عمل على تشكيل حاجز هبطت الى الشرق منه كتلة هوائية قطبية المنشأ " اللون الأزرق " نحو شرق البحر الابيض المتوسط. فيما بعد انهارت المنظومة الجوية في شرق المتوسط وانتقلت منطقة النشاط الى غرب القارة الأوروبية حيث هبّت عواصف متلاحقة حتى اللحظة، وكما يظهر في الصورة فإن سلسلة المنخفضات العميقة " اللون الأزرق " على أوروبا أجبرت المرتفعات الجوية المانعة للمنخفضات بالتحرك والتمركز فوق المنطقة الشرقية للمتوسط " اللون الأحمر "، وبالتالي منع هبوط أي منخفض جوي.

s4R2E

أما عن الموسم المطري، فقد وصلت كميات الأمطار الى تاريخ اليوم الى حوالي 90% من المعدل " حتى نهاية كانون ثاني/يناير"؛ وهذا يعني من وجهة نظر حسابية " ارقام " أن الوضع جيّد، ولكنه فعلياً سيء لأن الكميات المطرية الكبيرة هطلت في فترة زمنية ضيقة، ولم تتوزع على فترات.

U4UVQ

أما عن الفترة المُقبلة، فيُتوقع أن يساعد تواجد مرتفع جوي " تدريجياً " في شمال افريقيا ووسط القارة الاوروبية على عودة الفعاليات الجوية والأجواء الباردة، وفي التفاصيل تشتد سرعة الرياح تدريجياً خلال الأيام المقبلة بحيث تهب رياح شرقية نشطة على أجزاء واسعة من البلاد يوم الأحد، متبوعة بامتداد منخفض جوي يُتوقع أن تتطور معه زخات مطرية متفرقة على معظم المناطق يوم الاثنين المُقبل، فيما تهبط الحرارة بصورةٍ ملحوظة منتصف ونهاية الأسبوع وتسود البلاد أجواء أشد برودة مما شهدناه خلال الفترة الماضية. أما عن الفترة اللاحقة، فيُتوقع أن تنهار بشكل تدريجي منظومة العواصف القوية المُسيطرة على الجزء الشمالي الغربي من الكرة الأرضية، وبالتالي قد تتشكل ردة فعل جيّدة في بلاد الشام وجنوب شرق أوروبا بمشيئة الله، ولكن يناء هكذا سيناريو جوي يحتاج فترة زمنية لا تقل عن اسبوعين، وخلال الأسبوعين ستبقى المنطقة عُرضة لفعاليات جوية سريعة على فترات بمشيئة الله.