في الاسابيع الأخيرة من محاولات تقريب وجهات النظر بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين طرأ تغيير مهم في خطاب وزير الخارجية الأرميكية "جون كيري"، ولاحقا في أفعاله أيضا. وحتى قبل وقت غير بعيد واصل الحديث عن تحقيق تسوية دائمة. وكان الحديث عن تحقيق اتفاق مبادىء لتسوية دائمة.
الأمريكيون يقولون إنهم يتطلعون إلى وثيقة أمريكية تحدد الاطار للمفاوضات، وهم كفيلون بان يسمون هذا اتفاق إطار، ولكن هذا تعريف مشوش إن لم نقل مضلل بشكل مقصود" أولا، لا يوجد هنا اتفاق: فهذا تصريح أمريكي لن يضطر الطرفان، على الاقل هكذا بدا هذا الأسبوع، للتوقيع عليه، كما أن لهذا التصريح يمكن للطرفين أن يتقدما بتحفظات، أما الاتفاق فهو بشكل عام شيء يتفق عليه. أما هنا فيبدو هذا مثل رؤية امريكية، ثانيا، لن يكون هنال إطار حقيقي. صحيح ان الأمريكيين سيستخدمون على أغلب الظفن تعبير يرتبط بحدود 1967، وكذا سيتحدثون عن "إسرائيل" كـ"دولة يهودية" وعن ترتيبات أمنية، ولكن لا يوجد هنا إطار عمل حقيقي.
الدولة اليهودية
وبحب صحيفة "معاريف" العبرية يقوم الوزير "كيري"، بالضغط على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من أجل أن يوافق على عودة جزء من اللاجئين الفلسطينيين إلى داخل حدود الأراضي المحتلة عام 1948، وفقا للتقارير، فإن نتنياهو رفض طلب كيري.
ووفقا للتقارير، فإن "كيري" يضغط على الجانب الفلسطيني كي يكون مرنًا بشأن الاعتراف بـ"الدولة اليهودية"، ومن أجل ذلك ينوي أن يعرض على الفلسطينيين تنازلا إسرائيليًا، من شأنه أن يقنعهم بتليين موقفهم، وفي نهاية الأسبوع عقد كيري الأخير لقاءات ماراثونية مع نتنياهو ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومن المتوقع أن يعود إلى جولة جديدة في الأسبوع القادم.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد كيري أنه فيما لو نجح بتلبية رغبة نتنياهو بالحصول على الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية، والتصريح عن نهاية الصراع والتوصل إلى اتفاق مقبول بشأن الترتيبات الأمنية، فإن رئيس حكومة الاحتلال سيوافق على صيغة تتطرق إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 67 مع تبادل الأراضي. ومع ذلك، فهناك شك إن كان الفلسطينيون قادرين على تحقيق إنجاز كهذا والذي يطمح كيري للتوصل إليه.
لقاءات في الظل
وفي هذه الأثناء، ذكر موقع "والاه" الإسرائيلي اليوم أن مسؤولا مقربًا من كيري التقى مؤخرًا مع مسؤولَيْن قياديين في المستوطنات: بنحاس والرشتاين وداني داين، وكلاهما رئيسان سابقان لمجلس البلدات اليهودية في الضفة الغربية وغزة. والتقى ديفيد مكوبسكي، وهو عضو في فريق المفاوضات التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، مع كلا الرجلين وناقش معهما الاتفاق الذي يحاول كيري دفعه قدمًا.
وانضم مكوبسكي إلى فريق المفاوضات برئاسة مارتين إينديك قبل نحو شهرين، بعد أن شغر لمدة عامين وظيفة باحث كبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط. ورفض كلا الرجلين، والرشتاين وداين التطرق إلى التقرير. واتضح أن داني داين هو أحد أشهر وأبرز المعارضين لجهود وساطة كيري في إسرائيل. "كيري مثابر جدًا، ولكن المثابرة ليست بمثابة السياسة؛ بل هي وسيلة فقط. إذا استمررت على المثابر وبذل الجهود في الاتجاه الخطأ، فسينشأ ضرر كبير جد"، هذا ما غرّد به مؤخرًا داين في حسابه الشخصي على تويتر.