ترجمة شبكة قدس: نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم تقريرا بمناسبة مرور 18 عاما على اغتيال القائد العام لكتائب القسام الشهيد المهندس يحيى عياش، ذكرت فيه بعض التفاصيل الجديدة في ملف اغتيال المهندس عياش الذي شكل كابوسا مرعبا لجيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على مدار سنوات عديدة.
وقالت الصحيفة في مستهل تقريرها المطول "إن هذه الذكرى السنوية هي بمثابة احتفالية يستشعر سعادتها عشرات العائلات الإسرائيلية التي تسبب المهندس عياش في مقتل أفراد أو عدة أفراد منها، حتى المستوى السياسي والأمني لا يزالان يتذكران هذه الحادثة على أنها إنجاز تاريخي خلص الإسرائيليين من تهديد حقيقي لا يقل خطرا عن التهديد النووي".
[caption id="attachment_36050" align="aligncenter" width="490"] أرشيف يديعوت أحرونوت[/caption]"يديعوت احرونوت" التي لم تترك جزئية إلا وتحدثت عنها في قصة اغتيال المهندس عياش، تقول "في الخامس من شهر كانون الثاني عام 1996، اتصل عبد اللطيف عياش والد المهندس عياش على رقم الهاتف الخلوي (050507497)، و هو رقم سرّي لهاتف نقال لا يعرفه إلا أشخاص معدودون على الأصابع، أهمهم، رجال الشاباك الإسرائيلي".
وأضافت الصحيفة "المهندس عياش المطلوب الأول لـ "إسرائيل" في مخبئه في بيت صديقه أسامة حماد في بلدة بيت لاهيا بقطاع غزة في الساعة التاسعة صباحا، بينما كانت مروحية إسرائيلية تحلق في الجو تنتظر هذه المكالمة و بعد أن ميز من في المروحية صوت يحيى أرسلت إشارة، إلى عبوة ناسفة صغيرة بحجم 50 غراماً من مادة شديدة الانفجار مثبتة في الهاتف النقال، فانفجر الهاتف الذي كان أداة اتصال المهندس مع العالم الخارجي، بالإضافة إلى هاتف آخر ثابت، واستشهد يحيى عياش قائد كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، والذي تحوّل لعدة أشهر لرمز فلسطيني مقاوم اكتسب تعاطفاً لا يوصف معه من الشارع الفلسطيني".
وتنقل الصحيفة عن عميل الشاباك الذي كان أداة المخابرات الإسرائيلية في توصيل الهاتف المفخخ للمهندس عياش كمال حماد والمقيم حاليا في "إسرائيل"، قوله "قمت بإيصال الهاتف الخلوي من طراز" ألفا" يعمل بآلية الفتح، وله لسان قابل للطي لشقيقي أسامة الموجود مع عياش، حيث كانا يختبئان في منزلنا الكائن في بيت لاهيا، ليكون فقط للاستخدام الشخصي للمهندس عياش، دون أن يعلم أخي ان الجهاز من الشاباك، ويحوي على متفجرات".
كما وتنقل الصحيفة عن أسامة حماد شقيق العميل كمال حماد قوله "فى الساعة 8:30 صباحا انقطع التيار الكهربائي عن المنزل، فطلب مني يحيى أن أقوم بتشغيل المولد، وبعد بضع دقائق قطع خط الهاتف الأرضي الموجود بمنزلنا أيضا، وبشكل غير متوقع، فقمت بتشغيل الهاتف اللاسلكي الذي اعطاني إياه كمال، وعند الساعة 9:00 رن الهاتف وكان على الخط والد يحيى الذي طلب مني التحديث مع المهندس، فأعطيت الهاتف ليحيى، وخرجت من الغرفة وتركته لوحده، وبعد خمس دقائق عدت للغرفة، لأنني اعتقدت أن المكالمة الهاتفية انتهت، فوجدت المهندس مستلقيا على الأرض ومدرجا بالدماء، لقد كانت قوة الانفجار لا تكاد تسمع، فخمسين غراما من المتفجرات بالكاد يسمع صوتها".وتنقل "يديعوت احرونوت" عن والد عياش الحاج عبد اللطيف قوله "لقد تحدثت ليحيى لأقل من دقيقة، وسألني عن صحتي وصحة والدته ثم انقطع الصوت فجأة، واعتقدت أن الانقطاع كان بسبب سوء الخدمة، فعاودت الاتصال مرة أخرى على نفس الرقم، إلا أن الرد الآلي أخبرني أن الرقم أصبح خارج التغطية، وعند الظهر أبلغوني أن يحيى قد استشهد".
مكان غامض للاختباء
تقول "يديعوت" كان "عياش يدرك جيدا أن إسرائيل تتابعه بدقة، ووفقا لمصادر فلسطينية فإن المهندس عياش اتخذت تدابير أمنية مشددة لحماية حياته، وقد تنقل من مكان لآخر عدة مرات، وكان يوفر له الطعام والمعدات اللازمة للبقاء، وكان يرفض البقاء في نفس المكان وقتا طويلا، فقد سكن في جميع انحاء القطاع من جنوبه حتى شماله، وكان أيضا يغير هويته الشخصية المزورة كل أسبوع مرة، وكل منزل كان ينتقل إليه يجده مجهزا بنفس الطريقة وبنفس التدابير".
وتضيف الصحيفة "اغتيال المهندس أثار القلق بين كبار حماس والجهاد الإسلامي، ومنظمات المعارضة الفلسطينية، بحيث بدأ رؤساء المنظمات الفلسطينية اتخاذ سلسلة من التدابير لحماية أرواحهم، من بين تلك التدابير الامتناع عن التحدث عبر الهواتف المحمولة خوفا من انفجارها".
[caption id="attachment_36053" align="aligncenter" width="294"] براء يحيى عياش في جنازة والده المهندس[/caption]وتختم الصحيفة تقريرها بالقول "عند الساعة الثالثة والنصف من مساء نفس اليوم أعلنت إذاعة (إسرائيل) مقتل المطلوب الأول لحكومة (إسرائيل) يحيى عياش، وكان الشارع الفلسطيني يغلي، بينما كانت (إسرائيل) التي اتجه إليها الاتهام فوراً بالمسؤولية عن اغتيال عياش، فرحة بالاغتيال وكان أشد (الإسرائيليين) فرحاً، ربما "كرمي غيلون" رئيس جهاز الشاباك حينها الذي كان وراء العملية و نفّذها بخطة محكمة باستخدام عميله كمال حماد.
"في اليوم التالي أحضر عياش لتنطلق جنازته من حرم الجامعة الإسلامية، كانت واحدة من أكبر الجنازات في تاريخ غزة، شارك فيها عشرات الآلاف من الغزيين العاشقين لعياش، وعشرات المقاتلين، بالإضافة لأفراد عائلته، الذين دعوا لتدمير "إسرائيل"، واعلن حينها المئات عن نيتهم تنفيذ عمليات فدائية في "إسرائيل"، لقد أدخل اغتيال عياش الحزن والغصة لمنزل كل فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، لقد كانت ضربة قاصمة"، تقول يديعوت.