نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في عددها الصادر اليوم الخميس تقريراً سرياً صدر عن أحد أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية، والذي يرسم صورة "مقلقة" بخصوص الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية خلال العام الحالي 2014م - بحسب الصحيفة-.
ووفقاً لما جاء في التقرير فإنه"يجزم بصورة تأكيدية من احتمالية كبيرة لاندلاع انتفاضة ثالثة في مناطق الضفة الغربية خلال العام الحالي، في حال فشلت المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، ويوصي التقرير القيادة السياسية في السلطة الفلسطينية وقادة الأجهزة الأمنية لبلورة خطة من شأنها التعامل مع أ تصعيد قد يطرأ خلال الأشهر المقبلة، حتى لا يتم انجرار السلطة خلف الشارع كما حدث في الانتفاضة الثانية."
وحذر التقرير من أن " أي انفجار للمفاوضات السياسية فإنه سيؤدي ذلك إلى ارتفاع حاد في عدد العمليات الانفرادية خلال العام المقبل، ويتوقع التقرير أن حركة حماس في الضفة ستعمل على تغيير تكتيكاتها وطريقة عملها المقاوم ضد "إسرائيل"."
وأضاف التقرير أن حركة حماس ستحاول رفع وتيرة تنفيذ عملياتها بالضفة الغربية خلال العام 2014م بشكل سري، وسيكون ذلك على حساب النشاطات الجماهيرية المدنية، وذلك في حال فشلت جهود المصالحة الفلسطينية.
وبحسب التقرير الذي يفصل شيئاً ما عن الطريقة الجديدة التي من المتوقع أن تنتهجها حركة حماس في التعامل مع الأوضاع في الضفة وهي من خلال نقل تجربة الصواريخ من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، وخاصة على أيدي الأسرى المفرج عنهم في صفقة شاليط عام 2011م.
ويشير التقرير إلى أن الذراع العسكري لحركة حماس في الضفة سينشط خلال الفترة المقبلة من خلال التركيز على القيام بعمليات إطلاق نار تجاه أهداف إسرائيلية وليس عمليات فدائية كالتي كانت سابقاً في الأعوام ما بين 2000-2005م.
ووفقاً لما ورد في التقرير فإن الهدف الوحيد للمقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة هو خطف جنود إسرائيليين أو حتى مدنيين واحتجازهم في مناطق سرية في الضفة الغربية من أجل تحرير المزيد من الأسرى الفلسطينيين، لافتاً إلى أن الشارع الفلسطيني يشجع على ذلك من أجل حل قضية الأسرى، وبسبب قناعتهم بأن ليس هناك حلاً سياسياً في الأفق في هذه القضية.
وورد في التقرير السري الصادر عن أجهزة السلطة الفلسطينية بأنه يتوقع أن تنقل الخلايا العسكرية التابعة للمقاومة إلى مناطق C القائمة تحت سيطرة الاحتلال وإلى المناطق القريبة من القدس المحتلة، وعزا التقرير ذلك لعدم قدرة أجهزة الأمن الفلسطينية العمل في تلك المناطق، كما أن التواجد الأمني الإسرائيلي قليل.
وذكر التقرير أن حركة حماس ستعمل على نقل معلومات تكنولوجية إلى مناطق مختلفة من الضفة الغربية من الخارج وقطاع غزة وذلك بهدف البدء في صناعة الصواريخ، ومع ذلك يتوقع الجهاز الأمني بأن حماس لن تستخدم تلك الصواريخ إلا في مواجهة شاملة مع "إسرائيل" أو في حال اغتيال شخصية كبيرة جداً من الحركة، على غرار ما حدث مع بداية عملية عامود السحاب عندما أقدمت "إسرائيل" على اغتيال أحمد الجعبري في منتصف نوفمبر من العام 2012م.
كما ويحذر التقرير من تزايد نشاطات السلفيين الجهاديين، ومن إقامة بنى تحتية لخلايا سلفية يكون هدفها القيام بعمليات ضد "إسرائيل"، وقد تكون هذه الخلايا بحسب التقرير أعضاء من حركة حماس سابقين كما حدث في تصفية الخلية السلفية الجهادية في الخليل في شهر نوفمبر الماضي، وأن تلك الخلايا سيتم توجيهها من قبل نشطاء سلفيين في قطاع غزة.
كما وحذر التقرير أيضاً أنه ونتيجة للتوتر الحاصل في العلاقات بين حركة حماس وإيران في أعقاب الثورة السورية، من أن يقوم حزب الله بإقامة خلايا نائمة في مناطق الضفة الغربية وشرق القدس، وذلك من خلال تواجد أخاص في الخارج وعودتهم إلى البلاد وستكون مهمتهم جمع معلومات استخبارية في حال وجود رغبة إستراتيجية لحزب الله في الرد على "إسرائيل".
ترجمة، عكا أون لاين