اعلن مساء اليوم في العاصمة التشيكية براغ، عن مقتل سفير السلطة الفلسطينية جمال الجمل نتيجة انفجار غامض حصل في مقر إقامته الذي انتقل إليه مؤخرا قرب العاصمة.
السفير الجمل والذي لم يمض على تعيينه سفيرا لدى التشيك سوى شهور قليلة، معروف في أروقة الخارجية الفلسطينية في مختلف انحاء العالم بنزاهته وصلابة موقفه المنافح عن الحقوق الفلسطينية في الخارج، حسب مقربين منه. كما انه كان قد ألقى قبل عدة أيام محاضرة في إحدى الجامعات التيشكية هاجم فيها سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه المدنيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية الامر الذي أثار حفيظة "إسرائيل" حينها، والتي أرسلت مذكرة اعتراض إلى وزارة الخارجية التشيكية.
وسائل الإعلام الإسرائيلية تناولت وبإسهاب حادث مقتل السفير الجمل، ومالت إلى الرواية التي تحدثت أن مقتل السفير جاء نتيجة انفجار عبوة ناسفة من الحجم الصغير كانت موضوعة في خزنة معدينة تم نقلها مؤخرا من مقر إقامته القديم إلى المقر الجديد، دون الإيضاح عن ماهية هذه الخزنة.
إذاعة جيش الاحتلال من ناحيتها نقلت عن مسؤول في شرطة براغ قوله "إن الخزنة المفخخة كانت تحتوي على كمية المتفجرات المربوطة بجهاز مجسي صغير وضع داخل الخزنة، إضافة إلى مبلغ من المال ومستندات، وأن حجم الضرر الذي نتج عن الانفجار لم يكن كبيرا، ما يعني أن الانفجار لم يكن قويا.
وقالت الإذاعة "إن السفير الجمل المعروف بعداءه لإسرائيل قتل نتيجة قلة خبرته في التعامل مع المتفجرات، أو أنه لم يكن يعلم أن الخزنة التي كانت في منزله كانت مفخخة، الأمر الذي يثير الشكوك حول خلفية الحادث".
وأكدت الإذاعة ان زوجة السفير أصيب بجراح خطيرة، حيث كانت بجواره وقت حدوث الانفجار، في حين لم يصب باقي أفراد أسرته الذين كانوا على بعد طابق واحد في البناية التي يوجد فيها المقر".
من جهتها قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي "غن المسؤولين في الخارجية الإسرائيلية رفضوا التعليق على الحادث، ولم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية أي موقف رسمي، مطرقة إلى الحديث الذي ادلى به السفير الجمل مؤخرا في إحدى محاضراته في العاصمة التشيكية والتي قال فيها "إن ما تقوم به إسرائيل بحق المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية يعبر عن عقلية عنصرية، تمس فيه "إسرائيل" كل الأعراف الدولية، وتنتهك فيه كل المحرمات الدولية".
كل هذه الارتدادات وردود الأفعال الإسرائيلية التي لا يغيب عنها الرضى عن الحادث، تطرح العديد من الأسئلة من حيث أن مثل هذه الخزنات لماذا تترك في محل إقامة أعلى شخص في مؤسسة ديبلوماسي أجنبية، وما هو سر هذه الخزنة المتفجرة؟ ومن قام بوضعها أصلا في مقر إقامة السفير؟.
يذكر أن الجمل سبق وعيّن في جمهورية التشيك، حيث بقي في منصبه سبع سنوات كعميد للسلك الدبلوماسي ليعود بعدها إلى الأراضي الفلسطينية، ثم عيّن قنصلا في الإسكندرية بمصر لتسع سنوات، ليعود من جديد سفيرا لفلسطين في براغ.