قال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية "عاموس هريئيل" إن "الجولة الحالية بين اسرائيل وحماسانتهت على ما يبدو، لأن الطرفين غير معنيين بالتصعيد، حيث كان الطلب المصري الحازم من الطرفين كافيا لوقفها.
وأشار "هريئل" في تحليل نشرته الصحيفة على موقعها الالكتروني إلى أن غياب الرغبة لدى حماس بالتصعيد برز منذ اليوم الأول بعدم الرد على سلسلة الغارات الاسرائيلية، التي جاءت ردا على مقتل العامل الاسرائيلي، وقتلت فيها طفلة فلسطينية. بعدم إطلاق أي قذيفة من القطاع كان إشارة واضحة إلى أن حماس راغبة بإنهاء الجولة الحالية"، على حد قوله.
وأضاف المحلل أن "هذه الرغبة قد تتغير مع تغير الظروف تحت تأثير الازمة الاقتصادية المتفاقمة وتذمر الجمهور الفلسطيني من سلطة حماس، لكن الآن "إسرائيل" وحماس تلتقيان في مصلحة عدم تصعيد الوضع بينهما رغم التصريحات العلنية الشديدة المتبادلة".
وحول أسباب انعدام هذه الرغبة يقول المحلل العسكري الاسرائيلي: "من جهة نتنياهو غزة تقع في أفضلية متدنية في سلم الأولويات مقارنة مع القطاعات الأخرى، مثل التصعيد المتنامي في الضفة الغربية في أوج المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية وعدم الاستقرار البائن على الحدود الاخرى اللذان يشغلان نتنياهو اكثر.
"أما من جهة حماس فانها لا تريد مواجهة مباشرة مع مصر، التي تتحكم بمدخل القطاع عن طريق معبر رفح وتؤكد رغبتها في كل مناسبة بمحافظة حماس على حالة الهدوء مع إسرائيل"، على حد قوله.
ولكن على المدى البعيد فقد تواجه "إسرائيل" مشكلة مع إنتاج حماس للصواريخ، على غرار صواريخ فجر الايرانية، يصل مداها الى 80 كم وسعيها الى زيادة مدى هذه الصواريخ وكميتها، "على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان أن حماس ستتمتع في المواجهة القادمة بقدرة جدية على قصف منطقة غوش دان (تل ابيب)، يقول هارئيل، حتى لو كانت هذه القدرة ما زالت هامشية بالمقارنة مع قدرة حزب الله".
ويختم "هريئيل" تحليله بالقول: "صحيح أن حماس في وضعية تبقى متدنية مقابل إسرائيل، إلا أنها تستغل الوقت لتعزيز نقاط الضعف، ومع التزود بقذائف قادرة على قصف تل ابيب وعشرات الانفاق وعمليات خطف على الحدود مع غزة ومنظومة طائرات بدون طيار، يبدو أن حماس أيضا وجدت طرقا لزيادة كثافة إيذاء إسرائيل".