مع اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني حسان هولو اللقيس، أحد مؤسّسي الحزب والمسؤول البارز فيه، فإن التقديرات الإعلامية تتحدث ضربة كبيرة تعرضها لها الحزب باغتيال اللقيس منذ اغتيال القيادي العسكري عماد مُغنية في العاصمة السورية دمشق قبل سنوات.
الخسارة وصفت "بالقاسية" لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، حيث خسر أحد " قدامى قيادة العمليّات في الحزب، معروف لأجهزة الاستخبارات الغربيّة منذ الثمانينات. وقد وصفه رجال استخبارات في الماضي بأنه "دماغ برّاق" وأنه يلعب دورًا مركَّبًا في التنظيم ، يوازي شعبة البحث والتخطيط وقسم التكنولوجيا واللوجيستيكا في الجيوش النظامية.
فقد كان اللقيس خبيرًا بجميع أسرار وعمليّات الحزب، من شراء وتطوير الوسائل القتاليّة المتقدّمة، مرورًا بتشغيل نُظُم اتّصالات سرّية، وحتى البرامج العمليّاتية لحزب الله. و بوفاته يفقد "مركز معلومات"،ورجُلًا خدمت وقدم خبرته وعلاقاته المتشعّبة بأجهزة الاستخبارات في سوريا وإيران حزبَ الله طوال نحو ثلاثة عقود.
تنظيمان لبنانيان تبنيا اغتيال اللقيس، في بيانات منفصله، فقد تبنى تنظيم أطلق على نفسه اسم" "لواء أحرار السنة بعلبك "عبر حساب على توتير عملية اغتيال اللقيس، فيما تبنى تنظيم آخر أطلق على نفسه اسم "كتيبة أنصار الأمة الإسلامية" عملية اغتيال اللقيس، تحت عنوان "غزوة الضاحية الجنوبية"، وقد عمم بيانا على الإعلام اللبناني جاء فيه "أن اللقيس كان مسؤولا مباشرا عما حدث في مدينة القصير" حيث شهدت معارضة عنيفة بين مقاتلين من حزب الله، والمعارضة السورية المسلحة ضد النظام السوري.
[caption id="attachment_34254" align="aligncenter" width="618"] موقع اغتيال اللقيس، موقف سيارته في الضاحية في بيروت (AFP)[/caption]حزب الله اللبناني، وعلى لسان أمينه العام حسن نصر الله اتهم "إسرائيل" بعملية الاغتيال، وفي بيان للحزب أشار إلى أن ""إسرائيل" تتحمل المسؤولية وجميع تبعات هذه الجريمة النكراء". ولفت إلى أن "إسرائيل حاولت أن تنال من اللقيس مرات عديدة وفي أكثر من منطقة"، مشدداً على أنها "ستتحمل تبعات جريمة اغتيال اللقيس والاستهداف المتكرر لقادة المقاومة".
الاحتلال الإسرائيلي نفى أن يكون مسؤولاً عن عملية الاغتيال وقال إن "السلفيين" هم من قاموا باغتياله"، وأكد المتحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية يغال بالمور لوكالة فرانس برس أن "إسرائيل لا علاقة لها بذلك".
من جهته، اتهم نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان "إسرائيل" بالوقوف وراء اغتيال حسان اللقيس. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" عن عبد اللهيان قوله خ إنه "من الطبيعي أن تقوم تيارات صهيونية في المنطقة بتمرير أجنداتها المخططة مسبقاً وهي شن الضربات ضد جبهة المقاومة باستخدام التكفيريين".
وفي تفاصيل عملية الاغتيال أوردت قناة الميادين " أن اللقيس تعرض لعملية الاغتيال عندما كان عائداً إلى منزله حيث قام ثلاثة أشخاص بتنفيذ عملية الاغتيال"، مشيراً إلى أن "شهود عيان أفادوا أنهم لم يسمعوا صوت رصاص وقت اغتيال الشهيد اللقيس ما يعني فرضياً أنه اغتيل بأسلحة مجهزة بكواتم للصوت".
وأضاف الموقع أنه "يوجد خلف المبنى الذي يقطنه اللقيس سور يطل على ما يشبه البستان الذي يصل إلى الطريق العام لمنطقة الحدث قرابة المئتي متر"، مرجحاً أن "منفذي هذه العملية أتوا من هذا البستان وتسلقوا سور المبنى وأجهزوا على اللقيس بنيرانهم"، ومشيراً بحسب الشهود العيان بأنه "لم يحصل هناك أي اشتباك ما بين الجناة وأي أحد من سكان المبنى الذي يقطنه مدنيون عاديون".