مرة جديدة ما زالت قباطية فيها المزيد من الأبطال بسجون المحتل، زيارتنا اليوم كانت لمنزل الوالدة السيدة فوزية سباعنة والدة الأسير مجدي حسين فايق سباعنة (٣٠ عاماً) والمعتقل منذ ١٣ / ٢ / ٢٠٠٣ من منزله ..
طلبنا من والدته أن تحدثنا عن قصتها وقصة ولدها الطويلة والغريبة نوعاً ما .. حيث أن زوجها يعمل في الأردن، وترك لها مسؤولية تنشئة ولدين و٣ فتيات، كان أكبرهم مجدي الذي اعتقل منذ أكثر من ١٠ سنوات، عاشت العائلة حياة غير مستقرة متنقلين بين الأردن وفلسطين، إلا أن مجدي الذي كان عاشقاً للوطن السليب إلتحق بتنظيم فتح وهو صغير السن ليعطي لوطنه أكثر مما يأخذ.
[caption id="attachment_33542" align="aligncenter" width="300"] والدة الأسير سباعنة[/caption]حكاية الاعتقال
عمل مجدي في سوق الخضار المركزي ببلدته قباطية، لجمع المال الكافي للالتحاق بجامعة خضوري في طولكرم المحتلة، ولظروف الدراسة الصعبة والمكلفة، وجد نفسه مضطراً للالتحاق بجامعة القدس المفتوحة، درس لسبعة أشهر فقط واعتقل بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة فجر ١٣ من فبراير ٢٠٠٣ انتزعت مجدي من حضن والدته، والعائلة، ونقل مباشرة إلى غرف التحقيق ليخوض تحقيقاً قاسياً استمر لأكثر من خمسين يوماً تعرض خلالها لشتى أصناف العذاب، وبعد محاكمة ظالمة حُكم عليه بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 20 عاماً بتهمة المشاركة في تنفيذ عملية فدائية.
قالت والدته: "ألقى جنود جيش الاحتلال بالحجارة على باب منزلنا، وجروه أمامنا من المنزل بلا عطاء يأويه من برد الشتاء، ويحميه من البرد القارس بالمكان إلا أنهم رفضوا طلبوا مني أن أودعه، وسط خوفنا ووقوفنا بالعراء، لقد كان المكان مليء بجيبات الجيش".
العلمً أولا ..
كان مجدي ولازال محباً للعلم بطريقة عجيبة، حتى أنه يستغل المبلغ المخصص له من وزارة الأسرى لتعليم شقيقاته ويشد على أيديهن ويطالبهن بالتعلم معتبراً أن أول سلاحٍ بمحاربة المحتل هو العلم، وذلك بحسب السيدة فايزة.
وتقول : " شقيقاته كبرن وهو بالأسر لكنهن لم ينسين أن له فضلاً بحصولهن على التعليم اللازم، نحن نتمنى على الله أن نراه حراً حتى أن بناتي على استعداد لمنحه مصاغهن رداً لجميله"
الزيارة .. العقاب
ذكرت أم الأسير مجدي أنها تزور كل عدة أشهر مرة واحدة، حتى أنها حرمت من الزيارة لما يزيد عن عامٍ كامل كانت كلما توجهت لتقديم تصريح زيارة في الصليب الأحمر يردونها عن الباب قائلين :"إنه معاقب"، مضيفه أن معظم العقابات التي كان ينالها كونه لا يطيع "شرطة السجن" في طلباتهم المهينة.. والمؤذية للكرامة والانسانية.
تتابع ام مجدي .. حدّثني الأسير بهاء الصانوري الذي كان رفيقه بالسجن، عن حنية ولدي، وذكر أنه في مرة من ذات المرات وبعد عودته من المحكمة سأله الرفاق ما هو حكمك يا مجدي، وخوفاً من أن يضيق صدرهم، ضمر الاجابة بصدره حتى أنهو طعامهم..
توفيت جدة مجدي وهو بالأسر، كانت تتمنى رؤيته قبل أن ترحل لبارئها، وتغيرت ملامح قباطية والعائلة لا تزال تؤمن أن الحرية قريبة وأن عشر سنين فداءً لفلسطين ليست إلا رمشة عين.