مصعب شاور/ لارا يحيى
في الرابع من أكتوبر لعام ٢٠١٣ أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الأسير ثائر حلاحلة (٣٥ عاماً) من منزله في رام الله المحتلة، وهو أحد نشطاء الجهاد الإسلامي وسبق أن خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة 78 يومًا وأفرج الاحتلال عنه يوم الخامس من حزيران (يونيو) 2012.
عزيز حلاحلة والد الأسير ثائر قال لشبكة قُدس: منذ ٨ أشهر وولدي يعاني من مرض الكبد الوبائي "بي" الذي نقل له اثر "خطأ طبي" كما يزعم الاحتلال، بعد أن توجه لعلاج ضرسه في مستشفى السجن، أثناء التحقيق معه والذي استمر لـ ٢٤ يوماً، لكننا نصر على اتهامهم بحقنه بالمرض في عيادة الأسنان بشكل متعمد".
وأضاف لقد أجبر أطباء الاحتلال ثائر على تناول ما يزيد عن ٣٠ نوع من الأدوية متذرعين بحجج واهيه، إلا أن الواضح بأنهم يستخدمون جسده لتجاربهم، وعند تجربة كل دواء جديد يتذرعون بمحاولة معرفة أي الأدوية يلائمه ويحل مشكلته، إلا أن ما يحصل له هو الأسوء كلما تناول دواء يزداد وضعه الصحي سوءاً.
هذا وأوضح والد الأسير حلاحلة أن طبيب الصليب الأحمر زار ثائر مرة واحدة فقط منذ أن اعتقل، وأفاد ببؤس "في الواقع إن طبيب الصليب لا يغني ولا يسمن من جوع مهمته الوحيدة رفع التقارير الطبية الصادرة عن أطباء الاحتلال إلى الجهات المعنية، جميع المؤسسات قصرت بحق ثائر "حتى الزيارة تم منعنا منها بحجج واهية خلال الـ ٨ اشهر سمحو مرة واحدة لزوجته وطفلة الصغير "خطاب" الذي لم يستطع أن يرفعه على يديه جراء الألم الشديد الذي يشعر به.
فيما اعتبر الاسير المحرر القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خضر عدنان أن إعادة اعتقال المحرر حلاحلة ما هي إلا محاولة لتغييّب الأسرى المحررين حيث لا يحتمل الاحتلال وجود الاسرى المحررين قرب الجمهور والفعاليات في سبيل الحرية والتي تساند وتناصر الأسرى في خطواتهم، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أصابته بالمرض، مشيراً في الوقت نفسه إلى معاناة الأسرى المرضى بشكل عام من الاجرام الطبي بحقه، داعيا الشارع إلى الالتفاف حولهم وعدم انتظارهم جثامين.
واعتبر عدنان أن كافة المؤسسات الحقوقية في فلسطين مسؤولة عن عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الاسرى في سجون الاحتلال، متهماً إياهم بالإدعاء أنهم يقابلون الاسرى أنفسهم وأنهم يحصلون على المعلومات من ذوي الأسرى، وأضاف : "أؤكد لعائلة ثائر بأن الحرية قادمة وسينعم بالحرية وهو بصحة وعافية."
المحامية عناتي لـ قُدس : لا نستطيع ملاحقة الطبيب قضائياً
وذكرت ابتسام العناني محامية مركز "حريات" لشبكة قُدس الاخبارية أنه لا يمكن ملاحقة إدارة السجن على الخطأ الطبي سواء كان متعمد أم لا، لصعوبة الوضع القانوني أثناء الملاحقة، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال عادة تتهرب من الأخطاء الطبية بالدخول بحيثيات الأمر وتبعاته "فمثلاً في حالة الأسير حلاحلة سندخل في دوامة التأكد من خلفيات الطبيب وهل هو تابع لوزارة صحة الاحتلال أم لوزارة "الأمن الداخلي" ومن ثم من من يأخد أوامرة إن ثبت أنه تابع لوزراة "الأمن الداخلي" من الشاباص أم من الشاباك؟" ، وأضافت ملاحقة الأطباء أمر صعب جداً ونيابة الاحتلال تجيد التهرب من مسؤولياتها.
وعن حاجته الماسة للعلاج قالت العناني أن مصلحة السجون تتعمد التقصير والاهمال في العلاج، فالقاضي أقر بوجود نقل الأسير حلاحلة إلى المشفة ٥ مرات لتلقي العلاج فيما تستمر "المصلحة" بنقله ٣ مرات فقط.
وفي رسالة خاصة وجهها الأسير ثائر حلالة لمركز حريات قال فيها :" اثر معاناتي من تدهور بوضعي الصحي حتى ٣ / ٠ / ٢٠١٣ مهلة للإدارة لمدة ١٠ أيام، وأضاف رسالتي إلى كل شريف ومسؤول أطالبكم ليس بالإفراج عني بل مطلبي الوحيد هو حبة دواء تعالج ما تم زرعه في جسدي من مرض وإن لم أجد مخرجا سأضرب عن الدواء بشكل كامل وسأقاطع عيادة السجن".
"قبل أكثر من عام خضت معركة الاضراب عن الطعام، لأضمن عودتي لحضن إبنتي الغالية لمار، ولكنني لا أريد خوضها مرة ثانية رغم شوقي لحضن ابنتي وولدي خطاب، لكن لا قوة بجسدي تعينني على ذلك، تعامل السجان الحاقد معي وقولهم صراحة لي "أنت يجب أن تموت"، وحتى الآن لم تتم الاستجابه لمطلبي بالدواء اللازم رغم مراسلتي عبر المحامين أكثر من مرة لمصلحة سجون الاحتلال، وإدارة السجن، إذا كان المطلب الأخير لوالدة الأسير المريض نعيم الشوامرة أن تراه وتحتضنه لآخر مرة فمطلبي الانساني البحت هو الحصول على حبة دواء، لقد قال لي طبيب العيادة أنه ليس مخول بإعطائي أي أنواع من العلاج، سوى المسكنات، رغم أني أعاني من حصوة في الكلى، وقرحة بالمعدة، وآلام بالعامود الفقاري، وضعف في الرؤية" .
هذا فيما أفادت العناتي أن ثمة نحو ٧٠٠ حالة مرضية في سجون الاحتلال منهم ٣ أسرى تم عرضهم على أطباء مختصين من خارج "مصلحة السجون" عبر المركز، من ضمنهم الأسير ثائر حلاحلة، وذلك بالتعاون مع وزارة الأسرى برام الله، وهو ما له دور كبير بحسب عناتي في تفعيل قضية الأسرى أمام قضاء الاحتلال، والصحافة، وما يزيد من فرص حصولهم على الإفراجات بشكل فوري.
ساهم في إعدادة : رشا بني عودة