شبكة قدس الإخبارية

الأسيرة نهيل أبو عيشة... نصف حياتها تقاوم والنصف الآخر في الأسر

هيئة التحرير

في ٢١ فبراير من العام ١٩٧٤ أطلت الصغيرة نهيل طلال ابو عيشة، على بيت صغير يملؤه الرعب من هجمات جيش الاحتلال الاسرائيلي عليه، سجلت في صغرها وبعامها العاشر أول اعتقال لها، حين ذهبت الصغيرة لشراء حاجيات لوالدتها، وفي وسط الطريق صادفتها  مواجهات مع جيش الاحتلال، شاركت بالموجهات واقتلع الجنود علم صغير ربط على ساعدها، ولاحقها جنود الاحتلال بالرصاص فاحتمت داخل مطعم صغير بالقرب من المكان.. واعتقلوها من هناك، انتهى اعتقالها الأول ببضع ساعات و١٠٠٠ شيقل دفعتها العائلة للاحتلال مقابل الافراج.

[caption id="attachment_33108" align="aligncenter" width="300"]نهيل أبو عيشة تشارك في اعتصامات التضامن مع الأسرى نهيل أبو عيشة تشارك في اعتصامات التضامن مع الأسرى[/caption]

في عامها الحادي عشر تعلمت أن تصنع "المولوتوف".. رجمت دوريات الاحتلال المارة بالقرب من المنزل في ساعات الصباح، بعدد من زجاجات الملوتوف واكتشفوها بعد حين، اعتقلها الاحتلال من مكانها، وزجوها في  مبنى شرطة الاحتلال بالمدينة بقيت إلى ساعات المساء ووالدتها معها.. وأفرج عنها بعد توقيعها على أوراق تعد فيها بعدم تكرار "أعمال الشغب" ..

توالت اعتقالات أبو عيشة حتى وصلت لأكثر من تسعة كان قبل الأخير لها الذي سجل لها بالقرب من المسجد الإبراهيمي، في 26‏/09‏/2012 ، حيث كانت برفقة عدد كبير من النشطاء أثناء مسيرة بذكرى النكسة العام الماضي، إلا أن اعتقالها لم يدم طويلاً، وانقضى بتوقيفها لعدة ساعات.

فيديو الاعتقال

http://youtu.be/e7yY40g7YTE

نهيل والأسرى والمستوطنين .. حكاية المجندة المجهولة

شقيقها الأسير المحرر حسين طلال أبو عيشة، الذي تعرض لنكسة صحية طويلة الأمد، وأزمة نفسية نتيجة للضرب المبرح الذي تعرض له حين اعتقل لأول مرة حين كانت نهيل بعمر الرابعة عشر، كان السبب الرئيسي في اندفاعها بدعم الأسرى، والسبب الرئيسي في عدم مغادرتها لخيم الاعتصام مع الأسرى قبل أن يتم اعتقالها.

وفي  الرابع عشر من آذار الماضي ٢٠١٣، اعتقل الاحتلال نهيل للمرة ١١  من منزلها في منطقة جبل أبو رمان في الخليل المحتلة، في ساعات الفجر الأولى، اختطفوها من حضن والدتها وشقيقاتها، بملابس الصلاة، وهي تصرخ "حسبي الله عليكم".. اصطحبتها ثلاثة مجندات إلى دورية الاحتلال.

فيديو رواية الاعتقال على لسان والدتها:

http://youtu.be/5Sjwv6sGf58

نهيل التي  تعمل آذنة في مدرسة قرطبة، في منطقة تل الرميدة المقابلة للحرم الابراهيمي الشريف، والمقام بجوارها على أراضي فلسطينية بؤرة "بيت هداسا" التي يسكنها مستوطنون متطرفون، حيث تضم  المدرسة 500 طالب وطالبة من الصف الأول إلى الخامس الأساسي وهي أقرب الأهداف التي يمارس المستوطنون ضدها عربدتهم، قال عنها الناشط محمد الزغير وهو أحد متطوعي "شباب ضد الاستيطان" الذي يعمل لتوثيق جرائم الاحتلال في تلك المنطقة، والتي كانت نهيل أحد أعضاءه قال: "أبو عيشة ناشطة في عدة مجالات في المحافظة فهي المرأة الوحيدة التي تبقى في خيمة اعتصامات التضامن مع الأسرى كما أنها تحمل الكاميرا دائما لتوثق وتسجل وتصور، ولا نبالغ بقولنا "إنها كانت خط الدفاع الأول وبالقوة عن مدرسات وطالبات المدرسة".

[caption id="attachment_33109" align="aligncenter" width="300"]نهيل ناشطة في عدة مجالات وخصوصا التضامن مع الأسرى نهيل ناشطة في عدة مجالات وخصوصا التضامن مع الأسرى[/caption]

أوضاعها بالأسر

علقت زميلتها الأسيرة المحررة ميسر عطياني عنها بالقول: "نهيل أبوعيشة ابنة فتح والوطن، كتومه للغاية وكلامها قليل، لكنها قارئة مميزة وصانعة منتوجات يدوية متمكنة، كما أنها تملك روحاً عنيدة وصلبة تعينها على تحمل الوقت في انتظار محاكمتها التي لم تأت منذ ٨ أشهر".

وكانت مؤسسة التضامن لحقوق الانسان قد نشرت بتاريخ ٨/ ٤ / ٢٠١٣ عن توجيه الاحتلال لأبو عيشة عدد من الاتهامات بخصوص ضلوعها في صناعة عبوات ناسفة، وانتماءها لتشكيل عسكري خطط لخطف جنود من جيش الاحتلال الاسرائيلي، وهو ما نفته الأسيرة، ونفته عائلتها لدى زيارتنا لهم، رغم أن التهمة التي كانت قد وجهت لها لحظة اعتقالها هي محاولة طعن جندي في وقت سابق للإعتقال بحسب مؤسسة مهجة القدس.

أما عن وضعها الصحي اليوم، فقد أُصيبت خلال نقلها للمحكمة في حافلة البوسطة بنزلة برد شديدة جراء تعرضها لهواء المكيف البارد الذي كان مسلطا على رأسها بشكل مباشر، مما جعلها تعاني من أوجاع شديدة في مفاصل اليدين والرجلين والتهاب في الحلق وكحة شديدة، كما ارتفعت درجة حرارتها وأصابها (الهربس) الذي نجم عنه تقرحات في وجهها وشفتيها، كما تعرضت للإعتداء على يد المحققين أثناء التحقيق معها لعدة مرات بالضرب المبرح، وهو ما دفعت والدتها المسنة لإبداء القلق عليها، والاستجداء بالافراج العاجل عنها..

تقرير : لارا يحيى وأحمد فرج الله.

تصوير: مصعب شاور