شبكة قدس الإخبارية

الوحدة التي قهرت "إسرائيل" في حرب غزة

أحمد المدهون

شبكة قدس - مجتمع التدوينات "حماس تحاربنا بــ5% من عناصرها البشرية فقط، ويستعصى على المراقبة الجوية المتطورة استهدافهم، وفي حالة الحرب البرية ستخرج لنا الـ 95% من بقية جنودها، المدربين على فنون حرب العصابات وقتال الشوارع"، هكذا لخص خبراء عسكريون صهاينة الحالة خلال معركة حجارة السجيل العام الماضي.

وفيما استخدم جيش الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة العام الماضي كل قدراته وأذرعه العسكرية، تركزت عمليات المقاومة على الرد الصاروخي على العدوان في محاولة لشلّ الحركة والاقتصاد وزعزعة الأمن مدن فلسطين المحتلة.

وهي مهمة ملقاة على عاتق وحدة صغيرة الحجم، قليلة العدد، تعمل ضمن الوحدات التابعة لكتائب القسام، " المدفعية" وحدة قتالية ذات قدرات عالية في الإخفاء والتمويه والسرية والانضباطية.

تتركز مهمة "المدفعية" في تجهيز الصواريخ مثل "الغراد" والـ"107" و"فجر5" والـ"m75"، وغيرها من القذائف، بالإضافة لنصبها في مرابضها بأعلى درجات السرية ومن ثم إطلاقها وفقاً للأوامر الصادرة من قيادة المقاومة.

ووفقاً للتقديرات، يتم اختيار عناصر هذه الوحدة بعناية تامة، بحيث يتمتع الأفراد المراد ضمهم لها، بسرية تامة – نظرا لحساسية مهمتهم-.

كما يتمتع عناصرها بانضباط تام، ودرجة عالية من "السمع والطاعة"، فهم وفي كل الأحوال لا يعملون "من رؤوسهم"، وإنما حسب التعليمات من حيث توقيت وكمية إطلاق الصواريخ ووجهتها.

وتبقى أعداد الوحدة مجرد تكهنات غير دقيقة، إلا أنه من المؤكد أن وحدة صغيرة ذات قدرات وفعالية عاليه، مدعومة بجهد أمني عالي من المقاومة وأجهزة الأمن في قطاع غزة استطاعت في حجارة السجيل من جعل "إسرائيل" تتأسف وتندم على عدوانها.

وفاجأت الوحدة الصديق قبل العدو بإمكاناتها العالية على المستوى التكتيكي في المعركة، فأطلقت مئات الصواريخ دون تعرضها لخسائر تُذكر، ووصلت بإصابات دقيقه إلى أقصى مدى بضرب "تل الربيع" والقدس المحتلة".

وهو ما يسجل للمدفعية والأجهزة الأمن الحكومية وجهاز الأمن الداخلي الذي استطاع تجفيف منابع المتخابرين مع الاحتلال وملاحقتهم في كل مكان، فلم تعرف مرابضهم ولا إمكاناتهم الصاروخية.

دكّت وحدة المدفعية المدن المحتلة برشقات يومية من الصواريخ المتنوعة، فأغلقت مدن عدة مثل عسقلان وبئر السبع ونتيفوت واسدود كريات جات ويبنا وتل الربيع والقدس وغيرها من المدن المحتلة.

تعمل وحدة المدفعية في مناطق القطاع ضمن تنسيق، حيث توزع القيادة المهام على كل منطقة بنوعية وكمية وهدف الرشفات الصاروخية.

ومع التركيز العملياتي من جانب المقاومة على وحدة المدفعية فإن وحدات أخرى عملت على ردع الكيان وصد العدوان، كالدفاع الجوي، والدروع "الموجه" في مواجهة دبابات وطائرات العدو وبوارجه.

تكفلت وحدة المدفعية التابعة للقسام بإطلاق ـكثر من 1500 صاروخ وقذيفة خلال حجارة السجيل فيما أطلقت سرايا القدس أكثر من 600 صاروخ، فيما توزعت صواريخ أخرى على فصائل المقاومة التي دكت المحتل بعشرات الصواريخ.

إذن هي وحدة صغيرة العدد كبيرة الجهد، أوقفت جيشا يعد من الأقوى عالمياً، أربكت حساباته، وشلّت مدنه واقتصاده وسياحته وجعلت ملايين المحتلين بمن فيهم قادتهم ينزلون إلى الملاجئ فور سماع صفارات الإنذار تدوي إيذانا بوصول رشقه من "المدفعية" إلى هدفها.

يذكر أن الوحدة كما بقية الوحدات العسكرية للمقاومة تعمل في الحل أكثر من الحرب فالتجهيز والإعداد والتصنيع لا يتوقف، بانتظار لحظة الصفر لجعل معاقل المحتلين ناراً.