الآلاف أصبحوا بلا مأوى بسبب الرياح التي تقدر سرعتها بـ 300 كم / ساعة والأمطار الغزيرة بسبب إعصار هايان المدمر الذي ضرب الفلبين. وفي الإجمال، تقدر الأمم المتحدة بأن أكثر من 11 مليون نسمة، أي ما يفوق 10% من سكان البلاد، قد تضرروا من الكارثة،وان 673 ألفا قد تهجروا. وتقول المنظمة الدولية للعمل أن حوالي ثلاثة ملايين شخص فقدوا بصورة مؤقتة أو نهائية مصدر عيشهم.هذه ملامح المصيبة التي أصبحت كنزاً إعلامياً لا يستهان به لدائرة الإعلام والعلاقات العامة في “الجيش الإسرائيلي”.

استجابة للنداء الذي أطلقته الفلبين بعد إعصار هايان والذي حصد حتى الآن أرواح أكثر من عشرة آلاف شخص، “الجيش الإسرائيلي” يرسل وحدات للمساعدة في عمليات الإغاثة هناك. يمثل هذا الإعصار فرصة ذهبية للدولة “الإسرائيلية” للتغني بمدى حنان وإنسانية جيشها “العظيم” ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي أيضاً، فالفرصة جاءت على طبق من ذهب لتفنيد الرواية الفلسطينية حول أنه جيش العدو جيش مجرم لا علاقة له بالإنسانية، هذا إن كان هنالك بالأصل رواية فلسطينية.

تحت شعار ” عند الشدة يعرف الإخوان” نشرت صفحة “اسرائيل تتكلم بالعربية” على الفيس بوك التالي: “بعثة عسكرية إسرائيلية تتوجه اليوم إلى الفلبين لمساعدة المنكوبين من الإعصار المدمر وتضم البعثة قوات من الجبهة الداخلية وسلاح الطب.وتتضمن البعثة 148 من أفراد “جيش الدفاع” انيطت بهم مهمة إقامة أقسام طبية وفقا للاختصاص مثل قسم الأطفال والنساء والطوارئ، يقوم بتشغيلها اطباء ،مضمدون، صيادلة، باحثون في المختبر وأخصائيون في تصوير الأشعة. وستنقل الى الفلبين على متن طائرة استأجرتها وزارة الدفاع 90 طنا من المعدات ووسائل لوجستية وأجهزة طبية ضرورية لإقامة مستشفى ميداني بالإضافة الى كميات من المياه والمواد الغذائية.

وسبق هذه البعثة وفد استطلاعي من وزارة الخارجية والجبهة الداخلية مؤلف من 6 أفراد ومندوب عن السفارة الإسرائيلية لدى الفلبين للوقوف عن كثف عن نوع الاحتياجات وحجمها من خلال اجتماعات مع الطاقم الطبية الفلبينية.والمعروف أن "اسرائيل" قد كسبت خبرة واسعة في عمليات الإغاثة تقدمها للدول الصديقة وقت الحاجة".

كيف يمكن لجيش اعتاد القتل والدمار أن يذهب إلى بلد منكوب للمساعدة في عمليات الإغاثة وإنقاذ السكان والمساعدة في دفن الجثث الملقاة في الشوارع!!! أخشى أن يقوم الجيش الحنون بمساعدة الإعصار في القضاء على ما تبقى من بيوت وبشر لم يمسسها الضر بعد.