كشفت معطيات فلسطينية النقاب عن تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد المواطنين المقدسيين في المدينة خلال شهر تشرين أول (أكتوبر) الماضي، حيث شهد اعتقالات لأطفال وقاصرين، وحملة غير مسبوقة لعمليات الهدم، وتوزيع إخطارات هدم لمبانٍ وشقق ومنشآت تجارية في مناطق مختلفة بالقدس المحتلة.
فقد رصد مركز معلومات وادي حلوة في بلدة سلوان، في تقريره الشهري، اعتقال الاحتلال لأكثر من خمسة وسبعين مواطنًا مقدسيا خلال الشهر الماضي، بينهم 45 طفلاً، و22 معتقلاً من بلدة سلوان والبقية من أحياء القدس القديمة والعيسوية، تتراوح أعمارهم بين ( 10- 17 عامًا)، مشيرًا إلى أن عددا منهم وجهت لهم تهمة “إلقاء الحجارة قبل 100 يوم”.
كما لفت التقرير الأنظار إلى أن الأيام الأخيرة من شهر تشرين أول (أكتوبر) الماضي، شهدت حملة هدم لمبانٍ وغرف سكنية وبركسات ومنشآت تجارية.
وطالت عملية الهدم مبنى سكني للمواطن أمين رشدي شويكي في حي الأشقرية، ببلدة بيت حنينا شمال القدس، مؤلفة من 3 طوابق مقامة منذ 10 سنوات، مما أدى إلى تهجير تسعة مواطنين مقدسيين.
كما هدمت الجرافات بناية أخرى في حي بيت حنينا لعائلة قرش، مكونة من ثلاثة طوابق، وأربع محلات تجارية، مما أدى إلى تهجير ثمانية مواطنين فلسطينيين، بينهم شاب لم يمض على زواجه سوى أربعة أيام من عائلة أبو سارة.
وأقدمت الجرافات الإسرائيلية على غرفتين في حي جبل المكبر، لعائلة الحاج بسام شقيرات، وتهجير 3 مواطنين مقدسيين،كما هدمت الجرافات أربعة مخازن في بيت حنينا، تعود للمواطن نعمان مسودة.
وشهد الشهر الماضي حملة غير مسبوقة بتوزيع إخطارات هدم لبنايات سكنية ومنازل، في كافة أحياء القدس لا سيما في مخيم شعفاط وسلوان وبيت حنينا الطور والصوانة، حيث كانت الحملة الأكبر في مخيم شعفاط وشملت توزيع أوامر هدم على 200 مبنى سكني، ومخازن تأوي حوالي 16 ألف مواطن مقدسي.
كما قررت محكمة الصلح هدم جزء من بناية سكنية في حي بئر أيوب للمواطن داود صيام، والمبنى مكون من خمس طوابق، ويعيش فيها نحو خمسة وعشرين مواطنًا فلسطينيًا غالبيتهم من الأطفال.
كما طرحت الحكومة الإسرائيلية مخطط "موقف جفعاتي- أو كيدم" في حي وادي حلوة ببلدة سلوان للاعتراض العام، وذلك ضمن خطواتها للمضي قدما للمصادقة عليه.
وأشار التقرير إلى أن الشهر الماضي شهد تصاعدًا في الاقتحامات والاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود الذين أدوا طقوسا تلمودية، إضافة إلى رفع العلم الإسرائيلي قبالة قبة الصخرة في يوم وقفة عرفة.
كما كشف عن مخطط إسرائيلي لبناء كنيس داخل الأقصى وهو مسودة اقتراح ومخطط خارطة لتقسيم زماني ومكاني وإقامة كنيس يهودي على خُمس مساحة المسجد الأقصى في الجهة الشرقية منه تمتد من محاذاة مدخل المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من الأقصى مرورا بمنطقة باب الرحمة وانتهاءً عند باب الأسباط – أقصى الجهة الشرقية الشمالية من الأقصى-، على أن تشكل هذه المساحة بمثابة كنيس يهودي، توزع فيها مساحات لإقامة الصلوات اليهودية الفردية وأخرى للجماعية – وهي المساحة القريبة والتي تحوي منطقة باب الرحمة -، وفق أوقات زمانية محددة متوزعة على أيام الأسبوع وأخرى على مواسم الأعياد والمناسبات اليهودية.
كما أعدت وزارة الأديان الإسرائيلية قانونًا يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ عام 1967، حيث بادر حزب “البيت اليهودي” لذلك، بتخصيص ساعات يومية لدخول اليهود إلى الأقصى والصلاة فيه.