كشف تحقيق أجراه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تفاصيل جديدة لجريمتي قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي للشابين الفلسطينيين الشهيد بشير سامي سالم حبنين والشهيد أنس فؤاد رفاعي الأطرش أول أمس الخميس.
وقال المركز في التحقيق "إن الجريمتين الجديدتين تظهران استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة المميتة، أدت لاستشهاد فلسطينيينِ اثنين على حاجزين عسكريين في الضفة الغربية، الأول على حاجز زعترة، جنوب نابلس، والثاني على حاجز "الكونتينر"، شمال شرقي بيت لحم.
واستناداً لتحقيقات "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" فيما يتعلق بالجريمة الأولى، ففي حوالي الساعة 6:00 مساء اليوم المذكور، كان الشاب بشير سامي سالم حبنين، 29 عاما، من سكان قرية مركة، جنوبي مدينة جنين، قادما في سيارة أجرة من مدينة رام الله باتجاه مدينة نابلس، وقبل وصوله إلى دوار زعترة، جنوبي نابلس، بحوالي 20 متراً، ترجل من السيارة، وقطع الشارع العام نحو الجهة الثانية، وكان يحمل في يده علبة ألعاب نارية، وبدأت تتطاير أصابع الألعاب منها".
ويضيف التحقيق "في هذه الأثناء، نزل جندي إسرائيلي من البرج العسكري المقام في الجهة التي قَدِمَ الشاب منها، وأطلق النار باتجاهه مباشرة، ما أسفر عن إصابته بسبعة أعيرة نارية في الساقين والفخذين، وعيار ناري دخل من الظهر وخرج من الصدر، وقتل على الفور".
احتجزت قوات الاحتلال جثمان الشهيد، وفي حوالي الساعة 3:00 فجر الجمعة الموافق 8/11/2013، قامت بتسليمه للارتباط العسكري الفلسطيني، حيث نقل إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين. يشار أن الشهيد يعمل محاضراً في قسم الأزياء بجامعة فلسطين التقنية "خضوري" في مدينة طولكرم.
وذكرت قوات الاحتلال أن "حبنين كان يحمل مسدساً للألعاب النارية، فأطلق عدة طلقات باتجاه الجنود، الأمر الذي دفع بالجنود إلى إطلاق النار عليه، وقتله على الفور".
ويُظهر شريط فيديو نُشِرَ على موقع (يوتيوب) صورة جندي إسرائيلي يهبط من جهة البرج العسكري التابع لقوات الاحتلال، والمقام في الزاوية الجنوبية الشرقية من الدّوار المقام عليه حاجز زعترة، ويطلق النار تجاه الزاوية الجنوبية الغربية من الحاجز.
فيما ظهر جنديان آخران وهما قادمان من جهة الحاجز، في الجهة الشمالية للدوار. واستناداً للرواية الإسرائيلية فكان بإمكان قوات الاحتلال استخدام قوة أقل فتكاً بالشاب، واعتقاله، والتحقيق معه.
واستناداً للتحقيقات الأولية للمركز فيما يتعلق بالجريمة الثانية، ففي حوالي الساعة 9:30 مساء يوم الخميس المذكور، وصل الشقيقان اسماعيل فؤاد رفاعي الاطرش، 25 عاماً، وأنس، 23 عاماً، إلى حاجز "الكونتينر"؛ شمال شرقي مدينة بيت لحم، عائدينِ من مدينة أريحا إلى منزل عائلتهما في مدينة الخليل. كان الشقيقان يستقلان سيارة من نوع (فولجسفاجن - اوتوران) ويقودها إسماعيل.
وعندما وصلا إلى الحاجز، أبطأ اسماعيل حركة السيارة لتجاوز المطبات الموجودة على الحاجز. فتح شقيقه أنس، الذي كان يجلس بجانبه باب السيارة، وما أن وطأت قدماه الأرض، حتى فتح جنود الاحتلال النار تجاهه، وأصابوه بعيارين ناريين في الصدر، وقتل على الفور. احتجز جنود الاحتلال جثمانه، ووضعوه داخل كيس بلاستيكي إلى جانب الحاجز.
هرع عدد من سكان المنطقة، ثم حضر عدد من أهل الشهيد إلى الحاجز، ودارت مشادات كلامية بينهم وبين الجنود، وفي وقت لاحق تسلم ذوو الشهيد جثمانه. ادعت قوات الاحتلال أن "الشاب حاول طعن أحد الجنود على الحاجز، فقام جندي بإطلاق النار صوبه بشكل مباشر، مما أسفر عن اصابته بجروح خطيرة في بطنه أدت إلى استشهاده".
وذكر باحث المركز في محافظة الخليل أنه لم يتمكن من تحرير إفادة مكتوبة على لسان شقيق الشهيد الذي كان برفقته بسبب حالة الانهيار النفسي التي تعرض لها إثر مشاهدته جريمة استشهاد شقيقه.