جاءت من الغرب، حيث قد تكون بأمان وسلام، الى الأرض المقدسة، حيث الاحتلال والدمار والإضطراب، هي فتاة لم تتجاوز 26 عاماً، جاءت الى فلسطين المحتلة، وتحديداً الى قطاع غزة في فترة من أشد فترات الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ضمن وفد أجنبي من حركة التضامن الدولية، وقفت في مثل هذا اليوم من عام 2003م أمام جرافة لجيش الاحتلال حاملة معها مكبر صوت ظناً منها أن من يقود الجرافة إنسان، أو من يقوده إنسان !، ظنت أنها حيث ولد قد يكون للإنسان أمام الآلة قيمة، لكن خاب ظنها، وأراد الاحتلال أن يقول العالم كم هو مجرم بقتل راشيل !.
ولدت راشيل كوري عام 1977م، وهي أمريكية الجنسية، يهودية الديانة، سافرت لقطاع غزة أثناء الانتفاضة الثانيه حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة.
شهود عيان للواقعة في تلك الفترة من صحافيين أجانب كانوا يغطون عملية الهدم قالوا بأن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس راشيل والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها لإيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل المدنيين.
في آخر رسالة بعثتها راشيل لوالديها في الولايات المتحدة الأمريكية قالت :
اعتقد أن أي عمل اكاديمي أو اي قراءة أو اي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة افلام وثائقية أو سماع قصص وروايات، لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي.
في يوم الثلاثاء 28/8/2012 ردت المحكمة المركزية الاسرائيلية في مدينة حيفا المحتلة الدعوة القضائية التي رفعتها عائلة الناشطة الامريكية راشيل كوري قطاع غزة، وبهذا القرار فقد برأت المحكمة جيش الاحتلال من المسؤولية عن قتلها.
[caption id="attachment_3238" align="aligncenter" width="400"] هكذا بدأت الحكاية عندما حاولت منع الجرافة الإسرائيلية من هدم المنزل[/caption] [caption id="attachment_3235" align="aligncenter" width="400"] هكذا قتلها سائق الجرافة الإسرائيلية بعد أن دهسها مرتين عمداً[/caption] [caption id="attachment_3237" align="aligncenter" width="360"] راشيل بعد أن قتلت دهساً على يد جيش الاحتلال[/caption]