بكت الحاجة آمنة الصباغ والدة الأسير محمد الصباغ (40 عاما) من شدة الفرحة، بعد أن اقترب تحيقق حلمها وأملها بضم ومعانقة فلذة كبدها، بعد انتظار دام 23 عاما.
في مخيم جنين زين منزل الأسير الصباغ، بالأعلام الفلسطينية وصور الرئيس الشهيد أبو عمار والرئيس محمود عباس، ويافطات حركة فتح، وصور شقيقه الشهيد وشهداء العائلة، وتعالت التكبيرات في المساجد.
والدة الأسير الصباغ الحاجة أم سمير في السبعينايت من العمر، تارة تطلق الزغاريد وتارة تبكي، وهي تحتضن الطفل زياد الذي استشهد والده علاء شقيق محمد وعمره 21 يوما وحرمه الاحتلال من نظرة الوداع الأخيرة، وبالجانب الآخر تحتضن صورة محمد وتطلق الدعاء والشكر للرئيس محمود عباس وللقيادة الذين حققوا حلمها برؤية ولدها بعد 23 عاما والذي كان يمضي حكما بالسجن المؤبد ثلاث مرات، إضافة إلى 20 عاما، قضتها وهي تتنقل من معتقل إلى آخر لزيارته، ومن اعتصام إلى اعتصام أمام مقرات الصليب الأحمر الدولي رغم أمراضها المزمنة، متسلحة بأمل تحرره من سجون الاحتلال.
وقالت إنني وعلى مدار 23 عاما وأنا أتنقل من سجن إلى سجن من وقت السحور، كنت أتسحر وأنا في الحافلة التي كانت تقلنا إلى السجون، وفي المساء ومع موعد الإفطار كنا نتناوله ونحن أمام السجون، وفي الأعياد لا يختلف ذالك وبالرغم من المرارة والمآسي ورحلات العذاب والمشقة طيلة السنوات السابقة إلا أن حلم التحرر تحقق.
وقال والده رغم المعاناة والمآسي التي حلت بنا جراء سياسة الاحتلال وعدوانه والذي أعدم نجلي علاء بدم بارد وقام بقتل وتصفية أولاد عمته الستة الذين استشهدوا وحرمهم الاحتلال من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم من قبل الأسير محمد وهم الشهداء، معتصم ونعيم خليل الصباغ، وإياد وعرفات حسن السايس، وأبناء عمه باسم وجمال عيسى الصباغ.
وتستعد جنين التي زينت بالأعلام الفلسطينية وصور الأسرى لاستقبال الأسرى الذين سيتم استقبالهم في عرس وطني. ستة أسرى سيعانقون أحباءهم ورفاقهم وتراب فلسطين وشمس الحرية من بين 26 أسيرا من الأسرى القدامى وهم هزاع السعدي، ومحمد تركمان، وأسامة أبو حنانة، وأحمد عبد العزيز قدورة من جنين، ومحمد صباغ من مخيم جنين، وعثمان بني حسن من عربونة، والذين طال انتظارهم على مدار سنوات وهم يقبعون خلف زنازين القهر والظلم وقضبان سجون الاحتلال .
وقالت حكيمة شقيقة الأسير هزاع السعدي، وأخيرا تحقق حلمنا والذي عشناه أنا ووالدتي المسنة منذ أكثر من 28 عاما من معاناة وآهات جراء سياسة الاحتلال، خاصة في الآونة الأخيرة بعد تردي الوضع الصحي لشقيقي الوحيد وانتشار أورام في بطنه.
وفي منازل الأسرى محمد تركمان في جنين وعثمان بني حسن وأسامة أبو حنانه من عربونه نفس المشهد، منازلهم زينت باليافطات والأعلام الفلسطينية وصور الأسرى والشعارات التي ثمنت ومجدت الدور الوطني للرئيس محمود عباس، وأكدوا أنهم لم يفقدوا الأمل بتحريرهم.
ثائر أبو بكر/ وكالة وفا