الحقيقة أنني كنت أعتقد أن برنامج"الرئيس" برنامج وثائقي يكشف جوانب من حياة الزعيم الراحل ياسر عرفات، أو جوانب من حياة وأفكار الرئيس محمود عباس، فرغم اختلافي مع الراحل أو الرئيس إلا أنني أعتبرهما قيادات لها بصمات واضحة وهامة في مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني.
فبنفس الطريقة التي تم فيها اختيار عدد من الشباب والفتيات ليصبحوا نجوما في عالم الغناء الهابط، أُصدم ببرنامج اختيار شخصية رئيس الشعب الفلسطيني، طريقة تمارسها وكالة معا وفضائيتها، من خلال تتفيه الإعلام الفلسطيني، وتتفيه فكرة رئيس أكثر الشعوب على وجه الأرض نضالا وتضحية.
الأمر لم يتوقف عند هذه المهزلة؛ بل تعداه للسخرية من عدد من قيادات الشعب الفلسطيني ومنها قيادات حصلت على عدد كبير من الأصوات في محافظاتها في انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة، وقبل ذلك قدمت سنوات طويلة من عمرها في سجون الاحتلال، وما زالت تعاني ألم تحملها للمسؤولية في الشارع الفلسطيني.
لذلك هي محاولة لا أعتقد أنها بريئة للتهبيط من مستوى كل شيء في الشارع الفلسطيني، بتسخيف نضالات هذا الشعب، وتضحياته، ورموزه، وحتى تسخيف المناصب القيادية والفاعلة فيه.
فليس سين أو عين هو من يختار رئيس الشعب الفلسطيني، وليس بهذه الطريقة -السخيفة- يتم اختيار أعلى موقع قيادي للشعب الفلسطيني.
فهذا أمر معيب ويجب توقيفه.