نقل موقع "والا" العبري عن مسؤولين فلسطينيّين، وُصفهم بالمطلعين أن عددا من كبار قادة فتح، أصبحوا يطالبون الرئيس محمود عباس بتعيين نائب له، لافتة إلى أن القادة الذين عرضوا هذا المطلب اقترحوا تعيين الأسير القائد مروان البرغوثي لهذا المنصب.
وبحسب محلل الشؤون الفلسطينية في الموقع العبري، "آفي أيسخاروف" فإن "المطلب بتعيين البرغوثي جاء أيضا بهدف تسريع إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية"، ولكنه أضاف، نقلا عن المصادر عينها، إنه في حقيقة الأمر، فإن "هذا المطلب يطفو مرة أخرى على الأجندة الفلسطينية، خصوصا وأن عبّاس لم يقم بتعيين نائب له منذ أن تسلم رئاسة السلطة الفلسطينية بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات".
وأضاف المحلل الإسرائيلي أن "القضية المذكورة طرحت على طاولة النقاش في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي خلال جلسة عقدت في مدينة رام الله للمجلس الثوري لحركة فتح، وأيضًا خلال جلسة للجنة المركزيّة للحركة، علما بأن هاتين الهيئتين هما أكثر الهيئات تأثيرا في (فتح)".
وأوضح أنه "خلال جلسة اللجنة المركزية، قام توفيق الطيرواي، عضو اللجنة، الذي شغل في السابق منصب المدير العام للمخابرات الفلسطينية، بالتحدث، وطالب الرئيس عباس بأن يقوم بتعيين نائب له، واقترح أن يتم تعيين مروان البرغوثي، الذي كان من ألد أعدائه السياسيين في الماضي، لهذا المنصب".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الطيراوي أكد في مداخلته على أن تعيين البرغوثي لهذا المنصب يمهد الطريق لإطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي، ونوهت المصادر إلى أن عددا من القادة الذين شاركوا في الجلسة المذكورة أعلنوا عن موافقتهم على الطلب الذي تقدم به الطيراوي، وأعربوا عن استيائهم من أن الطرف الفلسطيني لم يطرح الموضوع، أي إطلاق سراح البرغوثي، قبيل الموافقة على العودة إلى طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين".
وكشف المحلل "أن الحضور أكدوا على أن إطلاق سراح البرغوثي، كان يجب أن يكون شرطا لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال، وفي تلك اللحظة، قال الرئيس عبّاس للحضور إنه بإمكانهم أن يسألوه ولكنه عبر عن استيائه من أنهم يقومون بالتحقيق معه".
وزادت المصادر الفلسطينية قائلة "إن كبير المفاوضين الفلسطينيين، د. صائب عريقات، تدخل في النقاش الدائر وأكد على أن تعيين نائب للرئيس عباس سيساعد منظمة التحرير لكي تجند الضغوط الدولية لإطلاق سراح البرغوثي من السجن".وبين المحلل الإسرائيلي أن "الرئيس عباس أعلن عن موافقته المبدئية على المطلب، إذا قامت اللجنة المركزيّة للحركة بانتخاب مرشح توافقي لمنصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية، ولكن بحسب المصادر، فإنه في هذه الفترة بالذات لا يوجد أي مرشح من بين الجميع في القيادة الفلسطينية، الذي يمكنه الحصول على تأييد نصف أعضاء اللجنة المركزية في حركة فتح".
ووفق المصادر ذاتها، فإن "قضية تعيين وريث للرئيس عباس تقض مضاجع المسؤولين الكبار في حركة فتح، ذلك أن عباس عانى في الماضي غير البعيد من مشاكل صحية، كما أنه هدد أكثر من مرة بالاستقالة من منصبه، وهو التهديد الذي شطب عن الأجندة الآن"، على حد الموقع العبري.
وأشار الموقع إلى أنه ومع شغل الرئيس عباس لثلاثة مناصب هي "رئاسة السلطة الفلسطينية، ورئاسة منظمة التحرير، ورئاسة حركة فتح"، فإن اللجنة المركزية لمنظمة التحرير قادرة على انتخاب قائم بالأعمال لعباس ولو بشكل مؤقت، وذكرت المصادر الفلسطينية أن أبو ماهر غنيم، السكرتير العام للجنة المركزية لحركة فتح، من الممكن أن ينتخب رئيسا مؤقتا لحركة فتح حتى التئام المؤسسات الأخرى للمصادقة على التعيين أو انتخاب المرشح الملائم للمنصب.
وخلص المحلل الإسرائيلي إلى القول "إن البرغوثي، يتمتع بشعبية واسعة في الشارع الفلسطيني، ولكنه لا يتمتع بتأييد كبار المسؤولين في حركة فتح، الذين يخشون من ثقله الكبير، ونقل عن مسؤول رفيع في الحركة قوله "إن المرشح الثاني الذي تم الإشارة إليه هو "جبريل الرجوب"، الذي يعتبر هو الآخر، مقارنة بباقي القيادات في فتح، صاحب شعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، ولكنه لا يتمتع بتأييد من أعضاء اللجنة المركزية في حركة فتح"، على حدّ قول المصدر.