ثامر سباعنة_ سجن شطة
ابتسامة لا تفارق وجهه السّمح، طيبٌ ينشر الحبّ بين اخوانه الاسرى، لأول مرة يُعتقل ولأول مرة يحرم من أهله ولأول مرة يذوق مرارة القيد وذلّ الاعتقال ، لكن كل ذلك لم يستطع ان ينتصر على ابتسامته المميزة التي تعطي الثقة لاخوانه وتزرع في قلوبهم الامل.
انّه الاسير القادم من الاردن محمد نائل الطاهر والمولود بالكويت في 12-4-1987، حيث نشأ وترعرع في الاردن حيث اتم دراسته الجامعية وعمل في احدى الشركات هناك.
الغربة والبعاد والعيش فوق أرض بلاده وتحت سمائها لتملأ صدره هواءها ونسيم تربتها وزرعها علماً أن عائلة محمد تنحدر من مدينة نابلس .
قدرُ محمد العودة الى فلسطين بعد شهرين فقط من زواجه، حيث اراد زيارة فلسطين للاطلاع على الاوضاع فيها تمهيداً للاستقرار هو وزوجته في فلسطين، وبالفعل في 2-9-2012 واثناء عودة محمد الى فلسطين عبر جسر الكرامة قامت قوات الاحتلال باعتقاله والزجّ به في تحقيق الجلمة ليخوض تحقيقاً عنيفاً تعرض فيه للتعذيب الجسدي والنفسي ليُحكم عليه لاحقاً ب 26 شهراً.
محمد يقبع الان خلف القضبان محروماً من الأهل والأحبة حتى أنه لا يوجد أحد يزوره، فأهله لازالوا في الاردن الا انّ والدته استطاعت الحصول على تصريح سفر ثم تصريح زيارة واحدٍ فقط بعد اكثر من 8 شهور من اعتقاله، وقد كان اللقاء مؤثراً وحرّك مشاعر كل الأسرى و فور دخول أم محمد الى مكان الزيارة ورأت محمد، تحركت الدموع الحارقة على خدّيها وتحركت نحو محمد ليمنع التقاء الاجساد جداراً زجاجياً يفصل بينهما الا ان الأم والابن كلٌ منهما كفه على كف الآخر كأنهما في عناقٍ رغم الفاصل الزجاجي.
يقول محمد الطاهر: "إنّ أصعب اللحظات عندي في الأسر هي ساعة تناول الافطار في شهر رمضان، لأنني اتذكر أمي وأبي وهما لوحدهما، فكل اخوتي واخواتي تزوجوا وانتقلوا الى بيوتهم الخاصة ومنهم من سافر خارج الاردن طلباً للرزق واكمال التعليم، لذا لم يبق على مائدة الافطار الا هما بعد اعتقالي وانا مع كل افطار اتذكر وجه أمي وأبي ينظرون للكرسي الفارغ على مائدة الطعام ".
محمد الطاهر انتصر بابتسامته على قسوة السجن وظلم السّجان، انتصر بالحب المزروع في قلبه، انتصر لأنه يملك الايمان بالله.