أجاز مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين في جلسته اليوم الثلاثاء رقم "108" التعارف المشترك بين الشباب والفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة، غير أنه وضع شروطا لإجازة هذا التعارف.
وأوضح المجلس في بيان صحفي، أن "التعارف والحديث عبر شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي التي تطورت تطوراً هائلاً في هذا العصر، وأضحت سمة من أبرز سماته ومعالمه، وضرورة لا يستغنى عنها، غير أن إباحة استخدامها للتعارف بين الجنسين والحديث بينهما مشروطة بتقيد الطرفين بالمعايير الأخلاقية والضوابط الشرعية التي ينبغي الالتزام بها، وعدم الخروج عنها".
وبين أن من أهم هذه الشروط التي وضعها المجلس لإجازة هذه الطريقة من التعارف، "أن تكون هناك ضرورة أو حاجة ماسة لذلك، وأن يكون الهدف الأساسي من التعارف الزواج بالوسائل الشرعية المباحة، وليس لأهداف قد تنحرف به عن مقاصده الشرعية، وينبغي أن يكون الحديث بقدر هذه الحاجة، وفي حدود هذا الهدف، ولا يتجاوزهما لمسائل شخصية أخرى من شأنها إثارة الغرائز، وإيقاظ الشهوات".
والشرط الثاني حسب بيان المجلس، هو "أن يكون التواصل بينهما في حدود الأحكام الشرعية والآداب والأخلاق الإسلامية المقررة في باب التعارف بين المرشحين للزواج، ولا يخرج عنهما، وذلك من باب الالتزام بقوله تعالى "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ"، فمن المحظور على الفتاة أن تصف نفسها بإسهاب، أو تعرض صورها على من يحادثها، أو تلتقيه بمعزل عن أهلها ومحارمها بأية صورة من الصور".
وأشار إلى ضرورة ألا يتَّسم الحديث بينهما بالخضوع بالقول بتليين العبارة، أو ترقيق الصوت من قبل الفتاة أو المرأة المتحدثة، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى "فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا"، بالإضافة إلى أن يجري الحديث بينهما بمعرفة الأهل، وتحت اطلاعهم، وليس في غرف مغلقة، ولا في ظل ستار من السرية والكتمان.
ويرى المجلس في بيانه، أن "هذه الإباحة المشروطة بالضوابط المذكورة أعلاه لا تشكل بديلاً للوسائل المشروعة، والتقاليد المألوفة للتعارف بين المرشحين للزواج، فالأولى بمن أراد تحصين نفسه بالزواج أن يطرق البيوت من أبوابها، والنظر إلى من يريد الاقتران بها، وأن يجلس إليها في بيت أهلها، وأمام أوليائها، فإن تعذر عليه ذلك، ولم يجد وسيلة للتعرف إلى من يريد خطبتها غير الإنترنت، فليفعل وليحرص ما وسعه على التقيد بالضوابط الشرعية المذكورة آنفا".
كما حذر "من يتخذ من الإنترنت وغيره من وسائل التواصل وسيلة للخوض فيما لا يليق، إرضاءً لأهوائه ونزواته، وإشباعاً لغرائزه بذريعة البحث عن بنت الحلال، فذلك لا يجوز البتة؛ لأنه باب من أبواب الشر والفتنة والفساد، وطريق محفوف بمخاطر لا تحمد عقباها".