علقت صحيفة "هارتس" العبرية في عددها الصادر اليوم على الاتفاق الذي عن إتمامه أمس بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بسلاح سوريا الكيماوي، والذي على إثره تم تعليق الضربة العسكرية التي كانت أمريكا تهدد بتوجيهها للنظام السوري ردا على استخدامه السلاح الكيماوي في غوطة دمشق قبل نحو شهر.
وقالت الصحيفة "إذا أردنا ان نبحث عن المستفيد الخفي والأكبر من هذا الاتفاق فإننا نجد أن هذا ما كانت تدعو إليه إسرائيل وتبحث عنه، فأخيرا وجد "إسرائيل" ضالتها وعلى يد وزير خارجية الولايات المتحدة "جون كيري"، فإسرائيل هي الرابح الأول من نزع سوريا من سلاحها الكيماوي، إنها أشبه بمن ربح في مسابقة الحظ دون ان يشتري كرت اليانصيب".
ووفقا لتحليل نشرته الصحيفة اليوم الاحد، فإن هذا الاتفاق يحقق أحد أهداف "إسرائيل" التاريخية في مجال نزع السلاح، بشكله النظري على الأقل، ويزيل عنها خطرا استراتيجيا دون ان تحرك ساكن ودون مطالبتها بدفع نصيبها في الاتفاق.
ودعت "هارتس" الإسرائيليين الى التقدم بالشكر لوزير الخارجية الأمريكي، "جون كيري"، الذي سيحط في "إسرائيل" اليوم لاطلاع نتنياهو على تفاصيل الاتفاق الامريكي الروسي، واستقباله بالورود.
وقالت "يجب شكره على أنه انتزع من الروس اتفاقا يبدو أمينا وأنقذ "أوباما" نفسه من حرج استراتيجي وسياسي صعب، ورغم أن صورة أوباما الجماهيرية وصلت الى الحضيض، كما تقول، بعد أدائه المرتبك والمتردد في أعقاب المجزرة الكيماوية التي وقعت في 21 اب، إلا أنه في امتحان النتيجة يحصل على علامة تفوق، حيث توصل إلى آلية لتفكيك السلاح الكيماوي (وعدم نقله الى حزب الله كما هو مأمول) وذلك دون الخروج على إرادة الشعب والكونغرس الأمريكي إو إطلاق رصاصة واحدة في إطار عملية عسكرية لم يكن مرتاحا لها منذ البداية.
وأضافت "بالنسبة لأوباما وفي سياق العلاقة مع روسيا، قد تكون العملية فشلت إلا أن المريض قد تماثل الى الشفاء، فالموضوع لا يقتصر على مد الروس أيديهم له لإنقاذه من المأزق بل في كونهم يفعلون ذلك في الموضع الأكثر قربا إلى قلبه وهو منع انتشار اسلحة الدمار الشامل في محيط "إسرائيل".
وتتابع الصحيفة "بالإضافة إلى ذلك كله فإن استعداد وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" تعزيز الاتفاق الذي أبرمه مع كيري بالتزام بتطبيقه على سوريا، كما تقول "هارتس" هو بمثابة خطوة باتجاه اوباما، رغم أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ وصفوا هذا الالتزام بالهش وبأنه يفتقر الى أسنان".
وتخلص الصحيفة في ختام تحليلها الى القول، "إن مقولة رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من أن "الرسالة التي ستصل الى سوريا سيتم التقاطها جيدا في إيران"، من شأنها ان تتحقق بشكل غير متوقع، فبوتين يطمح للتوسط في قضية الذرة الايرانية ( وحسب اقوال وكالة فارس الايرانية أمس هو في الطريق) وتواصل الصحيفة القول، "صحيح أن إسرئيل لن تكون مرتاحة لدخول الرئيس الروسي الى المعادلة الايرانية، لكن في إيران أيضا لن يسارعوا الى الاحتفال بسابقة تدمير السلاح الكيماوي السوري بالكامل تحت التهديد العسكري الامريكي".