عندما انطلق جيفارا من مقولته "إينما كان الظلم فذاك موطني" وقام بالقتال إلى جانب عدد من الشعوب المقهورة من قبل الاستعمار الإمبريالي لم ينطلق من مبدأ قومي أو ديني، بل انطلق من مبدأ انساني لذلك حتى اليوم بقيت مقولاته خالدة وصوره المنتشرة عبر العالم وفي قلوب آلاف من محبيه ومؤيده. كما أن الكوفية الفلسطينية أصبحت رمزاً للعالم الحر، حيث تضامن مع شعبنا الآلاف منهم الياباني والفيتنامي والكوبي..الخ، وحتى اليوم ترى الكثير من غير الفلسطينيين والأجانب خصوصا يلتفحون هذه الحطة تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد القهر والظلم الصهيوني.
أما علامة النصر والتي شاع استخدامها بعد قيام رئيس وزراء بريطانيا "وينستون تشرتشل" بعد النصر في الحرب العالمية الثانية، استخدمتها جميع الشعوب التي تعرضت للاحتلال الأجنبي بما فيها الفلسطيني، وأصبحت هذه العلامة رمزاً لنضالات شعبنا الفلسطيني مع العلم أن منشأها هو المُسبب الأبرز لمعاناتنا - البريطانيون.
أما إشارة رابعة، فقد انتشرت بعد المذبحة البشعة التي تعرض لها آلاف المعتصمين بميدان رابعة والتي كان ضحيتها أكثر من 2500 "بني آدم..وليس "حيوان". لذلك عندما ترى شخصاً يرفع هذا الشعار ليس معنى ذلك بأنه مقتنع بفكر الإخوان المسلمين أو أنه عضو فيها، كل ما في الأمر أن هذا الشخص أحسّ بذاك الظلم الذي تعرض له المعتصمون من ذبح أمام شاشات التلفاز دونما أن تتحرك مشاعر البعض تجاه ما يحصل.
إشارة رابعة هي انتصار للظلم الذي لحق بالبشر الذين قتلوا وسُحلوا وحرِّقت جثثهم في الشوارع دونما أبسط رادع للإنسانية. إن رفع عشرات أو مئات لشعار رابعة ممن انتصروا للمسجد الأقصى اليوم وفكوا حصاره لهم انتماء لفلسطين أكثر منا، فلم يستيقظوا صباحا تاركين أعمالهم للرباط في المسجد الأقصى لأجل مصر أو الاخوان..الخ، بل انتصروا لما رأوه واجبا تجاه أقدس بقعة أرض محتلة، ووبما أنهم مظلومون من قبل الاحتلال وغيره، ويشعرون بالظلم تجاه غيرهم..انتصروا لمظلومين آخرين في مصر برفعهم لإشارة رابعة، فتضامن المظلوم مع المظلوم لم يرد به نصٌ محرم في كل الكتب السماوية، بل على العكس من ذلك.
إن انتقادك لانتصاري للظلم محل شك بالنسبة لي لإنسانيتك، فأنا متضامن مع آلاف القتلى الذين جُرفت أجسادهم بالجرافات، ولو كان القتلى من المريخ واتخذوا إشارة أو شعار ما لاتخذته لسبب بسيط. :"أينما كان الظلم...فذاك موطني".