شبكة قدس الإخبارية

الأسير حسام حرب ..سنوات من القهر والحرمان

ثامر سباعنة
بقلم الأسير ثامر سباعنة شيخٌ جليل كسا الشيب رأسه، وقد حفرت السجون على وجهه تضاريس العز والعطاء، تجاوزت سنين عمره الخمسين ، ولكن دم المنح والبذل لازال يسير في جسده ، انه الأسير الشيخ حسام انيس يوسف حرب ، ابن قرية اسكاكا قضاء سلفيت ، والمولود بتاريخ 13-9-1960. درس حسام حرب في مدارس القرية وانهى الثانوية العامة بنجاح لينطلق الى الهند ليكمل دراسته الجامعية عام 1980 بتخصص التحاليل الطبية ونشط هناك بجال الوعظ الديني والدعوة التي تربى عليها في مساجد قريته ، ولم يمضِ على وجوده بالهند سوى ثلاث سنوات ، وقبل عام واحد على التخرج قامت الاجهزة الأمنية الهندية باعتقاله وابعاده الى الأردن ليعود مباشرة الى مسقط راسه في فلسطين بعد ثلاث سنوات من الدراسةِ ضاعت كلّها ، بعد أن عاد الى الضفة الغربية اتجه الى كلية الدعوة في قلقيلية ليدرس الشريعة والوعظ والارشاد وبالفعل أكمل دراسته وحصل على الشهادة الجامعية . في الرابع من كانون ثاني عام الف وتسعمائة وواحد وتسعين ، كان الموعد الاول للشيخ أبي حسان مع الاعتقال لدى سلطات الاحتلال ليمضي في المعتقل اكثر من تسعة عشر شهراً مضاها في أسْرهِ ، لكن همّ وطنه ودعوته لم يخرج من قلبه ، فعاد لمساجد سلفيت، يخطب ويدعو ويحثّ النّاس على الالتزام ويعلمهم تعاليم دينهم ودنياهم ، لكن الاحتلال لم يتركه طويلاً . بعد الافراج عنه بعامين تقريباً ، أعاد الاحتلال اعتقاله ، والزجّ به في سجونه محاولاً تغييبه عن مجتمعه وناسهِ ، لكن كل ذلك لم يمنعه من أن يكمل رسالته ودعوته ، وتكررت الاعتقالات بحق الشيخ حسام حرب حيث تعرض للاعتقال تسع مراتٍ بمجموعٍ أكثر من ثماني سنوات قضاها متنقلاً بين سجون الاحتلال ، تزوج أبو حسان ورزق بسبع من البنين والبنات ، ثم أعيد اعتقاله مؤخراً بتاريخ 4-6-2013 هو بكره حساّن . يعاني الشيخ الأسير من العديد من الأمراض ، كما انه ممنوع من الزيارة والالتقاء بأهله وعائلته ولكن كل ذلك لم يضعف من عزيمته وارادته ولازال صوت ابو حسان يعلو في سجون الاحتلال خطيباً ومؤذناً وواعظاً ، وأذكر هنا قصةً حدّثنا بها وهي في سجن جنيد أيام الاحتلال الاسرائيلي لمدينة نابلس وأثناء آذان الفجر الذي صدح به ابوحسان وعندما وصل الى " الصلاة خير من النوم " صاح احد الأسرى من غرفة بعيدة جداً عن غرفة ابي حسان وقال : لم يبق أحد نائماً يا شيخ ، الكل استيقظ ، وكان هذا بسبب الصوت الجهوري للشيخ ابي حسان ، فك الله قيده وأعاده الى أهله وناسهِ ليكمل دعوته ومشواره .