شبكة قدس الإخبارية

من مذكرات أسير (1)

ايمان السيلاوي

عندما أخطّ لكم رسائل الأسرى التي تصلني ..لا أستطيع كتابة الرسالة كاملة ـ فالجزء الاول يكون مخصصاً لعائلته، والجزء المخصص للنشر يكتب الأسير قبله:" هذه لكِ أخت ايمان للنشر، وهكذا. 

من مذكّرات الأسير الباحث ثامر سباعنة يحدثنا عن هذه الحالة: "الأسير في مركز التحقيق منذ أسابيع، ويتمنى رؤية محاميه ليخبره تفاصيل قضيّته ووضعه في التحقيق، ويوم المحكمة وبكل برودة أعصاب يقول المحامي للأسير: لا تخبرني شيئاً عن قضيتك فقد أخبرني ممثل النيابة الاسرائيلية عنها.  المحامي يكتفي بمعرفة تفاصيل القضية من خلال النيابة والمخابرات ، ولا يسمعها من الأسير نفسه.

احدى الرسائل المؤلمة ، يخُطّ الأسير (ع.س) حالته الشخصية وهو في غاية الحزن ولم يشاهد ذويه وزوجته منذ سنتين: "أسير في مركز اعتقال ومتلهف ليوم الزيارة لملاقاة أهله وأحبته والاطمئنان عليهم ولكن يفاجأ ليلة الزيارة بإخباره أن يوم غدٍ يوم الزيارة سيكون عليه محكمة، ويقضي ليلته في التفكير واجراء الحسابات: هل علم أهلي بموعد المحكمة؟ هل سيأتون للزيارة ولا يجدونني؟ هل أخبر المحامي أهلي أنه قدم المحكمة وبالتالي عليهم ألا يذهبوا لزيارتي في السجن ؟.. وفي اليوم التالي عند دخول المحكمة ، يقول المحامي للاسير، لقد قدّمتُ موعد المحكمة لاني مشغول في الموعد المقرر سابقاً، يسأله الأسير: هل بلّغت أهلي؟، يردّ المحامي تكلمت امس مع والدك ونسيت اخباره".

أحد الاسرى قال: "والدة أسير تبلغ من العمر الستين عامًا، وصلت لزيارة ابنها ولم تزره بسبب نسيان المحامي".

أربع حكايات من مئات الحكايا بل الآلاف التي لا أستطيع حصرها، لكن أردت أن أوضح جزءاً من معاناة الأسرى واشكالاتهم مع جزء من المحامين، لا بد للجانب الانساني أن يتحرك لدى المحامين ولابد أن يكون هنالك وازع وطني وانتماء حقيقي لقضية الاسرى، كما أنه من الضروري أن تكون هنالك متابعة رسمية جادة وحقيقية، لهذا الملف المهم والحساس، وخاصة ان يُثبت أن كثيراً من الأحكام التي يحكم بها الأسرى هي أحكام ظالمة وقاسية ، والأصل أن يكون هنالك متابعة واهتمام من الجانب الرسمي والمؤسسات القانونية والمقصرة للأسف ، ولابد من وجود لجان قانونية تنظر في ملفات وقضايا الاسرى لتقييمها ودراستها من اجل الحصول على أخف الأحكام ، بالاضافة الى غياب عنصر التنافس المحمود بين المحامين".

وأعود بالسؤال للباحث الاسير ثامر سباعنة ليوضح ذلك، فيقول لأن معظم المحامين يوكل اليهم عدد كبير من الملفات شهرياً سواء كان ذلك من خلال المؤسسات الرسمية أو التنظيمات والفصائل، وبالتالي المحامي يعلم مسبقاً أن القضايا بيده هو ، فهو ليس بحاجة لزيارة في نشاطه أو تحقيق انجازات على مستواه الشخصي، كما أدرك الأسير ثامر، أن كلماته هذه سيغضب منها عدد من المحامين.

اليكم الحكم يا نشطاء حقوق الانسان.