الاسير ثامر سباعنة
الأسرى ذلك الجرح الذي لازال ينزف في جسد فلسطين، الأسرى ذلك الألم الذي يصيب كل بيت فلسطيني، فأكثر من خمسة آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال ولكل منهم حكاية عطاء وحب وتضحية، ومن بين هؤلاء الأسرى، الاسير أحمد عبد الله عبد الرحمن سريّة من مخيم جنين، والمولود بتاريخ 13- 1- 1980، من عائلة ضمت أربعة من الذكور واثنتين من الاناث.
كبر احمد وترعرع في أزقة المخيم ودرس في مدارسه، فحمل منذ الطفولة هم الوطن وبؤس اللاجىء المسلوب أرضه وحقه، وتزوج أحمد عام 2007 ورُزق بثلاثة أطفال هم: براء ورنيم وديما.
درس أحمد في جامعة القدس المفتوحة في جنين منذ عام 2001 ، ولم يتخرج حتى الآن بسبب الاعتقالات المتتالية عند الاحتلال، والتي بلغت أكثر من 6 سنوات، حيث كان أول اعتقالٍ له بتاريخ 21- 12-1999 ، ويذكر احمد أن المحقق الإسرائيلي يومها قال: أنت أول ما سنحقق معه في الألفية الجديدة.
تنقّل أبو البراء بين سجون الاحتلال وتعرض للتعذيب والتنكيل على ايدي جيشه، لكن ذلك لم يضعف أو يقلل من ارادته وعطائه.
وفي الشهر الرابع 2002 وخلال اجتياح مخيم جنين تعرض منزل أبو البراء للقصف والتدمير على أيدي جيش الاحتلال ولكن لم يُصب احد من اهله بأذى، لكن الاحتلال قام باعتقال أحمد وأخيه وزُج بهم في السجون من جديد، ولم يكتف الاحتلال باعتقالهما بل تعدى ذلك بمنع أحمد من الزيارة بدون سبب بحُجة المنع الامني.
أثناء وجود أحمد أبو سرية في السجون، حاول وطلب عدة مرات أن ينتقل الى سجن ايشل للعيش مع أخيه محمود المحكوم بالمؤبد، والذي لم يكن قد رآه منذ عشر سنوات، وبعد مماطلة من ادارة السجن، تم نقله الى ايشل عند محمود، ولكن لم يضعوه في نفس القسم وبذلك فصلت الجدران بين أحمد ومحمود ولم يسمحوا لهم باللقاء الا مرتين فقط وكل مرةٍ نصف ساعة فقط في زنزانة خاصة، وقد تم اطلاق سراح محمود ضمن صفقة وفاء الاحرار وتم ابعاده الى غزة.
أعيد اعتقال أحمد من جديد بتاريخ 21-11-2012 وتم تحويله للاعتقال الاداري دون تُهم وبعد أنهاء الشهور الستة التي كان قد حُكم بها في سجن الجلمة على أن يتم الافراج عنه، لكن تم تحويله للتحقيق وثم ارساله الى سجن مجدو لانتظار محاكمة جديدة.
أحمد أبو سرية، الآن خلف القضبان، تُكبل يديه القيود ومحرومٌ من الاجتماع والاتقاء بعائلته وأبنائه، ولا يملك منهم سوى الذكرى الجميلة ومجموعة من الصور التي تضعه في عالم الخيال الجميل يكلمهم ويلاعبهم ويقُصّ عليهم الحكايات ويتبادل معهم الضحكات وينتظر لحظة الحرية التي تُعيده الى دفء العائلة ونسال الله أن يكون ذلك قريباً.