نقلت صحيفة "لوس انجليس تايمز" الاميركية في تقرير اليوم عن مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين توقعهم ان يبدأ الهجوم الاميركي على سوريا في الليل بصواريخ تطلق من البحر والجو في عملية يمكن ان تستمر لثلاثة ايام. وتقول الصحيفة ان الضربات ستستهدف خصوصاً الفرقة السورية المدرعة الرابعة من بين اهداف عديدة اخرى.
ونشرت الصحيفة في تقرير لمراسليها (ديفيد كلاود وكِن ديلينيان) أن "مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين قد أكدوا أنه من المرجح ان يبدأ هجوم اميركي على سورية في الليل بانفجارات نارية في منشآت عسكرية، وبطاريات للمدافع ومقار في العاصمة دمشق ومعاقل حكومية اخرى في انحاء البلاد.
ويحتمل ان تستمر الضربات التي ستطلق فيها عشرات من صواريخ كروز من سفن حربية وغواصات وربما طائرات اميركية ما يصل الى ثلاثة ايام. وتسعى ادارة اوباما الى معاقبة حكومة الرئيس بشار الاسد على استخدامها المزعوم لاسلحة كيميائية ولكن مع تجنب التورط في تدخل في الحرب الاهلية في البلاد.
وقالت الصحيفة "إن المخططين العسكريين الأميركيين يتوقعون ان تشغل سوريا نظام دفاعها الجوي الكبير الحجم بمجرد ان يبدأ الهجوم، وان تبدأ باطلاق نيران المدافع المضادة للطائرات وصواريخ ارض-جو في سماء الليل في محاولة لاسقاط صواريخ توماهوك المارة بسرعة فوق المباني والجبال بسرعة تفوق 500 ميل في الساعة. لكن محللين يقولون إن من المرجح ان ينفذ معظم هذه الصواريخ (نحو اهدافها) لأن الولايات المتحدة ستعطل عمل الرادارات السورية.
وبينما لا تزال الجهود الدبلوماسية مستمرة، قال الرئيس اوباما امس الاربعاء ان الولايات المتحدة استنتجت ان الحكومة السورية هي المسؤولة عن هجوم باسلحة كيميائية الاسبوع الماضي في ضواحي دمشق. واصر على انه لم يقرر بعد هل سيأذن بشن هجوم، ولكن توجيه ضربة لسوريا يبدو مرجحاً".
وتضيف الصحيفة: "يقول بعض المحللين انه اذا قرر اوباما تدمير مزيد من الاهداف، فقد يستخدم البنتاغون ايضاً طائرات حربية يمكنها اطلاق صواريخ كروز اضافية من خارج المجال الجوي السوري. وبامكانه ايضاً ارسال طائرات "شبح" قاذفة للقنابل فوق سوريا لتدمير هدف مهم ما مع السعي الى تجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
ومن غير المرجح ان تلحق الحملة الجوية القصيرة نسبياً ضرراً كبيراً بقوات الاسد التقليدية الكبيرة الحجم، ولن تسعى الى تدمير العشرات من المواقع المتفرقة التي تخزن فيها اسلحة كيماوية خشية من ان يطلق هذا سموماً او يترك تلك المواقع عرضةً للنهب.
وقال احد المسؤولين انه بدلاً من ذلك، فان المخططين في هيئة الاركان والقيادة المركزية الاميركية في وزارة الدفاع التي ستشرف على الهجوم قدمت الى البيت الابيض قائمة اهداف تشمل بعض اكثر الوحدات العسكرية ولاءً لحكومة الأسد، بما فيها تلك التي يعتقد انها تورطت في هجوم 21 آب (اغسطس) المشتبه بانه كان هجوما كيماويا يقال انه قتل مئات من الاشخاص.
وقال مسؤول عسكري: "يريدون ان يرسلوا اشارة بان تلك الوحدات يجري استهدافها بقدر الامكان بسبب تورطها المحدد" في الهجوم الكيماوي.
لكن المخططين قلقون من انه بالنظر الى ان المسؤولين في الادارة اعطوا اشارات في الايام الأخيرة الى ان الهجوم وشيك، فقد بدأ الجيش السوري في تفريق قواته من اجل حمايتها، وهو ما يزيد من احتمال ان يصيب القصف منشآت ومرافق خالية من الجنود والمعدات.