كشفت صحيفة "يدعوت أحرنوت" العبرية في عددها الصادر اليوم أن طلب بريطانيا الانتظار في توجيه الضربة إلى حين الإطلاع على تقرير لجنة التحقيق الأممية المتواجدة في دمشق، والتي تقوم بالتحقيق في حقيقية إستخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد المواطنين، هو الذي يقف حائلة دون توجيه ضربة عسكرية لسوريا".
وأوضحت الصحيفة "أن الحكومة البريطانية قد طلبت تأجيل الضربة العسكرية ضد سوريا حتى يتم وجود أدلة واضحة على استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي في الغوطة بالعاصمة دمشق، وذلك من خلال الانتظار حتى يصدر المحققون الدوليين تقريرهم حول فحص الأماكن التي قاموا بزيارتها.
وتشير الصحيفة إلى أن طلب بريطانيا هذا جاء بعد الجلسة التي تم عقدها للدول الدائمة العضوية والتي انسحبت منها كل من روسيا والصين احتجاجاً على الموقف الأمريكي والفرنسي والبريطاني الداعم بتوجيه ضربة استباقية عسكرية للنظام السوري قبل انتهاء لجنة المحققين عملها في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطلب بتأجيل الضربة من قبل الحكومة البريطانية لم يقدم للدول التي من المقرر أن تشارك في العملية العسكرية وإنما تم تقديمه للبرلمان البريطاني الذي من المقرر أن يعقد جلسة طارئة اليوم الخميس لمناقشة الموضوع، مدعية أن الخطوة البريطانية تأتي للحفاظ على سلامة بعثة المراقبين الموجودين في سوريا.
ووفقاً لما جاء في الصحيفة فإنه كان من المفترض أن العملية العسكرية ضد سوريا أن تبدأ صباح اليوم الخميس وتستمر لعدة أيام، إلا أنه وفي الساعات الأخيرة وبعد الأنباء التي أفادت بطلب تأجيل العملية لربما يتم تأجيلها فعلاً لكن ليس لفترة طويلة وإنما من المتوقع لمدة أسبوع فقط.
في حين أن الولايات المتحدة وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية ترى أنه ليس من الضروري الانطلاق لعملية عسكرية ضد سوريا من خلال مجلس الأمن، مشيرة إلى أن الحل لن يتحقق عن طريق الأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن هذا التردد الدولي في اتخاذ قرار نهائي فيما يتعلق بعملية عسكرية ضد سوريا لم يثن الجيش الإسرائيلي عن اتخاذ كافة التدابير تحسبا لأي رد سوري على عملية عسكرية دولية، حيث اعلنت قيادة الجيش صباح اليوم عن قيامها بتفريغ حمولة ضخمة من غاز "الأمونيا" من ميناء حيفا؛ تحسبا لأي طارئ".
وأشارت الصحيفة إلى أن "هستيريا الخوف باتت تسيطر على الإسرائيليين جراء ما ينشر في وسائل الإعلام عن قرب وقوع حرب". مضيفة أن ذلك ياتي في وقت قرر فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، في اجتماعه الذي عقد ظهر أمس الأربعاء، استدعاء عدد محدود لقوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب قوات من الجبهة الداخلية للخدمة العسكرية، وذلك تحسباً لأي تهديد من جانب سوريا المهددة بضربة عسكرية أمريكية وغربية.
وتعتبر عملية الاستدعاء للاحتياط أحد أهم علامات الخشية من التصعيد في إسرائيل.