قالت صحيفة "معاريف" العبرية "إن الجولتين الأخيرتين من مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين التي استؤنفت مؤخرا قد كشفتا وجود فجوات حول مفهوم السلام لدى قادة طاقم المفاوضات الإسرائيلي تسيفي ليفني ويتسحاق مولخو مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وأوضحت "معاريف" أن "ليفني معنية بمفاوضات "كلاسيكية" بالمفهوم الإسرائيلي تقتضي وجود طواقم عمل كبيرة تستطيع بعد انقضاء الأشهر التسعة المقررة أن تتوصل إلى حالة من الجاهزية لتوقيع اتفاق على حل دائم مع الجانب الفلسطيني".
وبحسب الصحيفة فإن "مولخو" ينظر للمفاوضات بطيرقة مختلفة، "فهو لا يرى ضرورة لوجود طواقم تفاوضية كبيرة كما كان عليه الحال في الجولات التفاوضية ما بين أعوام 2000 و 2008 كما أنه لا يؤمن بتوقيع اتفاق دائم يتطرق إلى كافة التفاصيل خلال المدة المتفق عليها مع الجانب الفلسطيني، بل يحبذ التوجه إلى اتفاق على "مبادئ" فقط حول القضايا الأساسية".
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن اتفاق أوسلو كان اتفاق مبادئ، مرجحة "أن تكون لمولخو اليد العليا في هذا الشأن نظرا لأنه يحظى بثقة ودعم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو باعتباره من المقربين إليه. وبعبارة أخرى، فإن نتانياهو لا يبحث عن حل دائم يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يدلل عليه جدول الجولات التفاوضية الذي اتفق عليه مع السلطة الفلسطينية".
إلى جانب ذلك وبحسب "معاريف" فإن موضوع اتفاق المبادئ يحظى بتأييد كبير لدى الإدارة الأمريكية راعية المفاوضات".
وقالت الصحيفة "وفي نهاية المطاف، فإن ليفني هي الأخرى تدرك صعوبة "وربما استحالة" التوصل إلى حل نهائي حول كافة القضايا نظرا للخلافات الجوهرية بين الجانبين حول القضايا الأساسية كالقدس واللاجئين"، مؤكدة أن مستشار ليفني للشؤون السياسية "تال باكار" قد أشار إلى هذا الأمر أكثر من مرة.
وتوضح الصحيفة أنه "بعد التوصل إلى اتفاق المبادئ يصار إلى جولات تفاوضية جديدة في محاولة لتطبيق المبادئ التي اتفق عليها على الأرض خلال "مرحلة انتقالية" يكون عنوانها عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن أي من القضايا الأساسية، بل تكون اتفاقات جزئية الهدف منها كسب الوقت، والاستمرار في الحوار حول الاتفاق النهائي، ويكون ذلك مرهونا بالتطورات التي تطرأ في المنطقة وما يجري على أرض الواقع على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، الأمر الذي ترفضه السلطة الفلسطينية".