"إقرث"، هي قرية فلسطينية مهجرة تبعد بضعة الكيلومترات عن الحدود اللبنانية، تتبع إداريا إلى قضاء عكا، وقلد بلغ عدد سكانها قبل النكبة حوالي 500 شخص. منذ تهجير قرية إقرث وأهلها يتظاهرون ضدّ سياسة الترحيل ويقيمون النشاطات الهادفة إلى ترسيخ حق العودة في الأجيال القادمة، أبرز هذه النشاطات هو المخيم الصيفي السنوي في إقرث، لكن ما ميز المخيم هذه السنة هو الإرادة الصلبة المتصاعدة التي شاهدناها في القرية. "لن نبقى لاجئين، عدنا"، "إنا لإقرث وإنا إليها راجعون" هي جمل ترددت كثيراً في القرية من قبل أطفال إقرث المشتركين في المخيم. شاهدتُ في القرية طفلاً يجلس بجانب كنيسة القرية يعزف اليرغول وبجانبه طفل آخر يغني أغانٍ فلسطينية قديمة، وإلى جانبهم كانت الخيم التي يبيت فيها أهالي إقرث. [caption id="attachment_25885" align="aligncenter" width="346"]

طفل يعزف باليرغول خلال المخيم الصيفي في قرية إقرث. تصوير: جهاد عبد الله[/caption] [caption id="attachment_25882" align="aligncenter" width="348"]

بعض الخيم التي أقامها أهل القرية على أراضيهم التي عادوا إليها. تصوير: جهاد عبد الله[/caption] في الجانب الاخر كان الشباب متحمسين لمباراة كرة القدم التي نظمتها المؤسسة العربية لحقوق الأنسان-حركة حق الشبابية كنوع من الدعم لأهالي إقرث ولتشجيعهم للبقاء في القرية حتى العودة، عصر ذاك اليوم تم افتتاح استاد اقرث الدوليّ، حيث كانت المباراة بين شباب إقرث وبين كوكبة من النجوم العرب وقد انتهت المباراة بفوز شباب إقرث. بعد فوز أهالي إقرث في المباراة، احتفلوا على الطريقة الفلسطينية من خلال الدبكة وفقرات فنية ملتزمة بصوت الفنانة ماريا مرعبـ وكانت هناك فقرات أخرى مع الفنان الكوميدي أيمن نحاس، والفنان وسيم خير، حيث لاقوا ترحيبا كبيرا من أهالي إقرث وأطفال القرية.

مخيم اقرث لم يكن فقط مخيماً ترفيهياً، بل كان مخيماً توعوياً ثقافياً وطنياً ذا مضامين وطنية فلسطينية تسعى لترسيخ الثوابت الفلسطينية في ذهون الأجيال الصغيرة وأهمها حق العودة الذي أكدوا أنه لا يمكن التفريط به، ولا أدل على ذلك من استمرار المخيم. لا ينتظرون أحكاماً وقرارات دولية، بل عادوا فعلا! فقبل انتهاء المخيم وبعد انتهائه سيستمرون في التواجد في القرية، سيصلون في الكنيسة، وسيعملون ويفلحون هناك حتى تحرير الأرض من الطغيان، حتى تحرير فلسطين، هذا ما أعلنه أهل إقرث، وهذا ما سيحصل. [caption id="attachment_25888" align="aligncenter" width="415"]

في القرية. تصوير: جهاد عبد الله[/caption]
*الصورة أعلاه: تصوير منى عمري.