شبكة قدس الإخبارية

كيف تحدث العواصف الثلجية ؟

قصي حلايقة
تعرضت العديد من المناطق الشرقية للحوض الأبيض المتوسط في شتاء 1991-1992 للعديد من العواصف الثلجية والذي فاق المعدل العام للعواصف الثلجية التي تتعرض لها البلاد سنوياً، فقد تعرضت المناطق الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 500 م خلال ذلك الموسم الى 6-7 عواصف ثلجية قوية تركزت 4 منها في شهر فبراير وحده، وزاد عدد ايام التساقط الثلجي خلال ذلك الشهر عن 11- 12 يوم.   ومن الظروف السينوبوتيكية التي ساعدت على حدوث تلك العواصف هو تعرض الحوض الشرقي لبحر الأبيض المتوسط إلى عدد من الكتل الهوائية القطبية شديدة البرودة وتكون مرتفع جوي حاجز والذي يعرف ب " blocking anticyclone "فوق الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط , مما أدى إلى توجيه الكتل القطبية الباردة من شمال أوروبا وشرقها نحو منطقة البحر الإدرياتي وبحر إيجه , وهي المنطقة الرئيسة لتكون المنخفضات الجوية التي تصل إلى شرق المتوسط , وكان يسود في طبقات الجو العليا في تلك العواصف حوض علوي بارد " upper trough " , مما هيأ الفرصة لتكون عدد كبير من المنخفضات الجوية التي وصل منها إلى الحوض الشرقي للمتوسط وأثر على منطقتي فلسطين والأردن 25 منخفضاً , وقد ساعدت تلك الظروف على جعل المنخفضات الجوية التي صاحبت تلك العواصف منخفضات جوية عميقة وذات جبهات متعددة .   تساقطت الثلوج خلال تلك العواصف بغزارة شديدة , وامتد تساقطها ليشمل كل المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 400 - 500 متر بتراكم واضح , ووصل ارتفاع الثلوج في بعض المناطق ما بين " 100 - 220 سم " . وهبت رياح شديدة وصلت بعض هباتها إلى ما بين " 110 - 130 كم / ساعة " , وتدنت درجات الحرارة إلى ما دون معدلها العام بحدود " 5 - 7 " درجات مئوية . وتكرر حدوث الصقيع لعدة ليال متعاقبة , ومما ساعد على حدوثه استمرار تدفق الهوء القطبي الشديد البرودة إلى المنطقة , واستمرار تراكم الثلوج على سطح الأرض . ألحقت تلك العواصف وما رافقها من صقيع وبرودة شديدة وتجمد خسائر فادحة في القطاع الزراعي الفلسطيني أو الأردني , وشملت الأضرار خسائر في الأرواح في بعض المناطق . ومن الأضرار التي رافقت تلك العواصف أيضاً حدوث الانزلاقات الطينية والأرضية بسبب تشبع التربة بالمياه , وانجراف كميات كبيرة من التربية في الكثير من المناطق , وتدمير بعض المنشآت الزراعية والطرق , وتدمير الكثير من البيوت البلاستيكية , نفوق أعداد كبيرة من الماشيه , وإغلاق العديد من الطرق الرئيسة وإعاقة حركة المواصلات , وتعطلت الدراسة والمؤسسات الحكومية .