استهجن "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة" الدعوة التي صدرت عن المحكمة العليا في السعودية، ودعت فيها الناس إلى تحري هلال شهر شوال (بداية عيد الفطر) اليوم الثلاثاء (6/8)، الذي يوافق يوم 28 رمضان عند معظم الدول التي بدأت شهر الصيام يوم 10 تموز (يوليو) الماضي.
وأوضح الدكتور نضال قسوم، الباحث الفلكي في المشروع، أن تلك الدعوة دفعت الكثيرين إلى القول إن بداية شهر رمضان كانت خاطئة، وأننا قد نصوم 28 يوماً فقط، لأننا أخطأنا في تحديد نهاية شهر شعبان، الذي كان يفترض أن يكون 29 يوما بدلا من 30.
وتحدث قسوم عن حالة الفوضى التي سببتها الدعوة السعودية، مشيرا إلى أنه تم فتح "هاش-تاق" في موقع التواصل الاجتماعي "توتير" بهذا الخصوص تحت اسم "متى ناوي تصوم اليوم الناقص من رمضان" حيث يتم في كل ثانية طرح عشرات التغريدات في هذا الصدد "من شدة غضب وانتقاد الناس، الذين صدّقوا بسهولة أن أول صيامنا كان خطأ ... ويستدل البعض بالقول إن الهلال اليوم ظهر نحيفاً جداً فلا يمكن أن يكون هلال يوم 27 ، وآخرون يذكرون بأن البدر اكتمل في يوم 12من رمضان ..".
وأكد قسوم أنه "لا يجب الإعتماد على مجرد النظرة إلى الهلال أو البدر لتقدير عمره، فكثيرا ما يؤدي نصف يوم إلى فرق معتبر في الشكل، وأكثر من ذلك أن مكان وظروف المشاهدة كثيرا ما تعطي انطباعا خاطئا".
وأوضح بالصدد هذا أنه "بدأنا رمضان يوم 10 تموز/ يوليو، ولكن الهلال كان قد ولد يوم 8 تموز/يوليو (وفي مكة المكرمة كان عمره حوالي 9 ساعات عند الغروب)، ولكنه لم يكن قابلا للرؤية (ولم يره أحد) في كامل العالم الإسلامي، مما اضطرّنا إلى تأجيل بدء الشهر يومين".
وأضاف قسوم في إيضاحه أن "البلاد القليلة التي بدأت الشهر يوم 9 (تركيا ومن يتبعها) فعلت ذلك على أساس "إمكانية الرؤية في أي مكان في العالم"، وكان ذلك ممكنا في أقصى أمريكا الجنوبية وبالتلسكوبات فقط".
وشدد الباحث الفلكي على أنه مساء اليوم الثلاثاء (6/8) لن يحدث الاقتران (بداية الشهر القمري فلكيا) إلا بعد منتصف الليل بتوقيت السعودية "ويعلم القاصي والداني أن إمكانية رؤية الهلال تتطلب على الأقل 15 ساعة بعد الإقتران بالعين المجردة وحوالي 12 ساعة بالتلسكوب، مما يحيلنا الى مساء الأربعاء، فكيف يمكن أن يرى يوم غد الثلاثاء؟!" على حد تساؤله.
وأشار قسم إلى أن الجهات الفلكية والفقهية المعتمدة "لطالما دعت الجهات الرسمية إلى عدم الدعوة لتحري الهلال في الليالي التي لا يكون فيها قابلا للرؤية، لأن ذلك يحدث مثل هذه البلبلة.