شبكة قدس الإخبارية

شبابٌ في الأقصى بعد غياب سنين عجاف

إسلام أبو عرة
الأقصى وسنين عجاف أبعدت المصلين الفلسطينيين عنه، فاجراءات الاحتلال وقيوده في الدخول إلى القدس غيبت الناس عن أرض المعراج زمناً طويلاً. تجولنا وسألنا الناس في الأقصى من رجال ونساء عن آخر زيارة لهم للقدس؛ ففجعنا بأن أصحاب هذه الأرض وذاك المسجد لم يرووه منذ أمد، فقد تراوحت المدة ما بين خمس سنين إلى أكثر من عشرين سنة! على هذه الأرض من لا يبعد عن القدس سوى بضعة دقائق ولكنه يمكث عشرين عاماً دون أن يدخلها! الشاب ع.ع. من مدينة جنين يروي لنا دخوله إلى الأقصى: "دخلت إلى الأقصى عن طريق "التهريب" رغم المخاطرة الكبيرة فسبعة سنوات كافية من البعد القسري فما كان أمامي إلا المخاطرة، فقد حاولت أن أقدم تصريح دخول لكنني قوبلتُ بالرفض فما كان أمامي إلا التهريب". وأضاف: "شعوري مختلط بين واجب الزحف والرباط فيه وبين الإحساس بالقهر والحزن لأن مسرى رسول الله أسير حزين". ومن جهتها قالت حنين حاتم إحدى الفتيات اللواتي كن يصلين بالأقصى يوم الجمعة: "غادرت الأقصى وأنا أتمعن في قبابه وصخرته المشرفة ومسجده القبلي وساحاته "فَخمس سنوات" من الغياب القسري، جعلتني مشتاق لكل شبر فيه لسجده في رحابه تروي عطشي له". وأضافت: "غادرت الأقصى وانا أتمعن في تفاصيله والتف خلفي عساي أكتفي منه، فلا أدري متى سأزوره مرة أخرى". أما الشاب م.أ. من بلده عقابا قضاء طوباس، كان له سنين عجاف عن الأقصى هي عمره الحالي أي إحدى وعشرين عاماً، قال لنا: "عمري 21 عاماً لم أر المسجد الأقصى قط إلا يومي هذا، حتى أيام صغرنا في الرحل المدرسية، فما كان بي إلا أن سجدت شاكراً لله على تمكني من الوصول إليه". وتابع: "لم يكن وصولي إليه سهلا فجأت مهرباً وأنتم تعرفون ما يحتويه التهريب من مخاطرة واعتقال وتنكيل إذا تم الإمساك بنا لا سمح الله". تسألنا لماذا لم تأتي من قبل مخاطرة عبر التهريب فأجاب: "لقد طفح الكيل فأصدقائي ذهبوا إليه من خلال التصاريح، وأنا في لوعة شوقي وحنيني إليه، فشجعني بعض الأصدقاء للذهاب معهم بطريقة "التهريب " والحمد لله صليت بالأقصى واعتكفت فيه". رولا نظمي طالبة في الجامعة العربية الأمريكية بمدينة جنين قالت لنا:" لم أزر الأقصى منذ 13 عاماً، أي منذ الصف الثالث ابتدائي فها أنا أعود إليه في سنتي الثالثة من حياتي الجامعية". وأضافت: "تعجز الكلمات عن التعبير عن مقدار سعادتي لدخول القدس والصلاة في مسرى ومعراج رسول الله، لكن الغصة تبقى بان ثالث الحرمين أسير حزين يدنس يوميا من قبل إحتلال غاشم وصمت عربي وإسلامي مطبق". يذكر أن الإحتلال يفرض قيوداً مشدداً على مدينة القدس ويمنع أهالي الضفة من دخول المناطق المحتلة عام 1948.