زكي صباغ (54 عاماً) من قرية العيسوية في القدس المحتلة، أب لسبعة أطفال، مريض بالسكري، ويعمل منذ 15 عاماً كبائع متجول للكعك المقدسي. ليست هذه المهنة بسيطة كما قد يظن البعض، ففي عرف الاحتلال في المدينة المقدسة، قد تؤدي إلى حكم بالسجن لعشر سنوات.
فقد حكمت محكمة محلية إسرائيلية في القدس على صباغ بالسجن عشر سنوات لعدم دفعه كل المخالفات التي أصدرتها بلدية الاحتلال بحقه بحجة عمله في "بسطة غير مرخصة". وقد جاء هذا الحكم بعد أن جمعت المحكمة كل الملفات التي قدمت ضدّه من قبل البلدية والبالغ عددها 254 ملفاً في ملف واحد والبالغة قيمتها أكثر من 700 ألف شيكل (هي قيمة كل المخالفات التي أصدرت بحقه).
وبما أنه حسب القانون الإسرائيلي يمكن قضاء أيام محددة في السجن بدلا من دفع المخالفة المالية، فقد تجمع من هذه الملفات التي تفوق المئتين أكثر من 3500 يوم سجن فعليّ. يذكر أن القانون الإسرائيلي يسمح بتحويل المخالفات المالية إلى أيام سجن فعلي بشرط ألا تزيد عن 3 سنوات.
بعد أن قدم صباغ استئنافاً للمحكمة بواسطة محاميه الإسرائيلي، وافقت قاضية إسرائيلية على إطلاق سراحه مقابل مبلغ 8000 شيكل، ولكن صباغ لم ينجح في تجنيد المبلغ حتى اللحظة. وفي حال قام صباغ بدفع هذا المبلغ سيطلق سراحه، وستستمر جلسات المحكمة للحكم في المبلغ الذي يتعين عليه دفعه للبلدية. وحتى ذلك الحين، يقضي صباغ وقته في غرفة واحدة مع سجين يقضي حكماً بالسجن ست سنوات، على الرغم من كونه مدان بتهريب 38 كيلوجرام من الهيراوين!
يذكر أن أغلب جلسات المحكمة التي ناقشت الملفات المقدمة ضدّ صباغ لم يكم يعلم بها، ولم يحضرها.
ويعاني أصحاب البسطات والباعة المتجولون في القدس من صعوبات يفرضها الاحتلال تعكر عليهم تحصيل رزقهم. فبلدية الاحتلال لا تضع سياسة واضحة تمكن أصحاب البسطات والباعة المتجولين في المدينة المحتلة من استصدار تراخيص لمزاولة أعمالهم، مما يعرضهم لكشفيات مراقبي البلدية الذين يخالفونهم بمبالغ مرتفعة جدا.