لقاء أجريته مع شاب صحفي وناشط في مجال الأسرى، والسبب الذي شجعني لإجراء هذا اللقاء هو مدى الاحترام الذي رأيته من المجموعات الشبابية الفلسطينية على الشبكة العنكبوتية وكذلك على أرض الواقع لهذا الشاب اليانع وما يقدمه من نشاط لأسرانا في سجون الاحتلال.
وتبدأ الحكاية للتعريف عن أسيرنا المحرر.
الأسير المحرر مصعب عبد الصمد شاور التميمي والمولود بتاريخ: 28_8_1991، يعاني من حالة مرضية هي ضيق في التنفس وربو وبقايا تشمع على الكبد.
لحظات الاعتقال الأولى:
الصحفي الشاب مصعب شاور الناشط في مجال الأسرى الفلسطينيين، والذي يعمل في راديو الخليل، اعتقل بتاريخ 25/2/2013، من منزله على أيدي جنود الاحتلال في مدينة الخليل، وهو شاب أعزب يبلغ من العمر 22 ربيعاً، ثم حكمت المحكمة الصهيونية عليه في عوفر اليوم الثلاثاء 7_5_2013 بالسجن خمسة أشهر على مع دفع غرامة مالية قدرها 2000 شيكل ووقف تنفيذ لمدة اربع اعوام، ويذكر مصعب اللحظة الأولى، حيث تُرك مصعب في البرد القارص طوال الليل ومن حوله فقط أصوات الكلاب، وتعرض مصعب لفترة التحقيق في بداية اعتقاله مدّة شهرٍ كامل.
محطة آلمت الأسير المحرر فحدّثنا عنها:
في نفس اليوم الذي تلقية فيه خبر إستشهاد أخي وصديقي محمود الطيطي حصل موقفان كانا الأكثر صدمة لي الأول وفي ساعات الصباح الباكر إلتقيت مع أخوات أسيرات وكيف كان يتعامل معهم السجان في البوسطة وهن مصفدات اليدين والقدمين،وفي ذات اليوم وصلت سجن عوفر والتقيت مع احدى الاخوة المقربين الي كما كان الشهيد محمود الطيطي وعند سؤالي عن اصدقائي واخواني وصل سؤالي عن محمود فقال بالكلمة " أنا مش عارف شو أخبرك؟!.. بس أكيد هو بخير ومبسوط وعند ربه أحسنله من الدنيا كلها" لم أستطيع ان أمسك نفسي فقلت له شووو في.. مالو محمود، قال استشهد فحقا والله كان خبراً صاعقاً الي، وامتلئت عيناي بالدموع والى هذه اللحظة لم اصدق ان محمود فارق الدنيا، محمود حيّ رغم استشهاده.
شعور الأم وأول زيارة:
عندما شاهدت والدة مصعب_ البكر بين أبنائها _ لحظة زيارة مصعب،كانت لحظة صعبة، حيث يقول مصعب : شعور والدتي لرؤيتي في أول زيارة بالأسر، امتلأ بالاشتياق والسعادة وعندما تبدأ معها الحديث يبدأ الكلام وتبادل الأحاديث رغم أني أكره كل الحواجز خاصة الزجاج الذي يفصل بيني وبينها وتمنيت لو حطمته لأضمها، وتستمر الزيارة كما هو معروف مدة 45 دقيقة، لكن سرعان ما تنتهي ويعود الحزن ليسيطر علينا،والاشتياق الى موعد الزيارة الثانية وهكذا كانت الثلاث زيارات حتى كان الاشتياق الى يوم الافراج والحرية.
أخر ليلة مع الأسرى في الأسر
حدّثنا مصعب فقال: شعوري لفراق الاسرى مؤلم لأن فرحتي منقوصة لأنني تركت أهلي واخوتي من عطفوا علي وساندوني في مرضي وشاركوني فرحتي وحزني بكل شيء، وهم والحمد لله احتفلوا وحضّروا لي المفجآت وكانت حفلة رغم الحزن لفراقهم الا انها جميلة جدًا عندما امتلأت بالاناشيد وبعض القصائد والمواقف المضحكة طوال فترات الليلة الأخيرة.
رسالة الصحفي والناشط مصعب شاور للشباب الفلسطيني:
كونوا كما قال عنكم رسول الله صل الله عليه وسلم "نُصرتُ في الشباب" والاسرى سينتصرون بكم عندما تحملون رسالتهم الى العالم وتعتصمون واياهم وتساندون اهاليهم وابنائهم ولا اعتقد ان هناك بيت فلسطيني لم يُجرّب مرارة السجن فهذا واجب علينا الاّ ننسى أسرانا وأسيراتنا فهم قنديل النور لحياتنا والشباب هم زيته.