عقب اختطاف الجندي جلعاد شاليط عام 2006 قامت قوات الاحتلال بقصف محطة توليد الكهرباء الرئيسة في غزة، ومنذ ذلك الوقت وقطاع غزة يعاني من أزمة انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، و هو ما أرهق كاهل المواطن الغزي البسيط و جعله يتذمر من هذا الأمر متسائلاً عن الأسباب الحقيقية التي تحول دون علاج هذه الأزمة بعد مرور أكثر من سبع سنوات على بدئها .
ومع بداية شهر رمضان تفاقمت هذه الأزمة بشكل أكبر مما دعا شركة توزيع الكهرباء إلى إصدار جدول يوضح مواعيد انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المناطق، وهو ما أثار حفيظة المواطنين، خصوصاً أن الأمور كانت أفضل حالاً قبل شهر رمضان. و في طبيعة الحال تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات للنقاش حول هذه الأزمة و تداعياتها على حياة المواطنين اليومية.
تركزت تعليقات المواطنين بشكل أساسي حول الاستفسار عن الأسباب التي دعت الشركة إلى قطع الكهرباء في ساعات الليل المتأخرة لتشمل بذلك أوقات السحور على الرغم من أنه لم يسبق للشركة قطع التيار الكهربائي في مثل هذه الأوقات في أوقات سابقة من السنة.
ولم تسعف المولدات الكهربائية المنزلية الخاصة المنتشرة بكثرة في غزة عدد كبير من المواطنين، خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها مصر مؤخراً و التدمير المستمر للأنفاق من قبل الجيش المصري، مما سبب شح كبير في الوقود المخصص لهذه المولدات وهو ما انعكس على تعليقات الغزيين على الفيس بك.
وحمل البعض مسؤولية الانقطاع المستمر للكهرباء إلى حكومة غزة على اعتبار أنها هي المسؤولة عن توفير متطلبات الحياة اليومية للمواطنين، مطالباً إياها بإيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة خصوصاً في شهر رمضان.
فيما تناول الكثير من الناس الموضوع من ناحية فكاهية، مستعرضين بعضاً من المواقف التي تحدث معهم بشكل يومي نتيجة انقطاع الكهرباء في قالب كوميدي ساخر.
وعد البعض غزة بأنها أفضل حالاً من غيرها مقارنة بالدول العربية المجاورة، مشيراً إلى أن الاحتلال هو المسبب الأساسي لهذه الأزمة، و أن الصبر هو الخيار الأنجع و الأمثل في مواجهة هذه الأزمة المستعصية على الحل حتى الان.