هدّد الأسرى الفلسطينيون بموجة غضب غير مسبوقة لم تشهدها المعتقلات الإسرائيلية من قبل، وذلك في حال تعرّض الأسير عبد الله البرغوثي لأي مكروه عقب تدهور وضعه الصحي إلى حد الخطورة القصوى نتيجة إضرابه المتواصل عن الطعام منذ 77 يوماً على التوالي.
وقال مركز "أسرى فلسطين" للدراسات في بيان صحفي اليوم الأحد (14|7)، إن البرغوثي مهدّد بالموت في أي لحظة نتيجة خطورة حالته الصحية بشكل كبير؛ حيث يعاني الأسير منذ أسبوع من مشكلة خطيرة وهي ضمور الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، مما أدى إلى نقص حاد في مستوى الرؤية ودخوله في حالات غيبوبة طويلة تصل إلى 17 ساعة في اليوم، فضلاً عن فقدانه 20 كيلوغراماً من وزنه ومعاناته من آلام حادة في كل أنحاء جسده، حيث أصبح جسده غير قادر على تصريف الأدوية، وهناك خشية من تلف الكبد لديه مما يدخله في مرحلة الخطر المتقدم.
وأضاف المركز في بيانه نقلاً عن الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، تأكيدهم بأنهم لن يقفوا صامتين على جريمة قتل أحد قادتهم، وأنهم سيدافعون عن حياته وحياة بقية الأسرى بكل ما يملكون من قوة وإمكانيات، مناشدين جميع الهيئات الشعبية والرسمية الوقوف عند مسؤولياته والتدخل العاجل لإنقاذ الأسير البرغوثي من الموت المحقق، حسب تعبيرهم.
واعتبر الأسرى أن تجاهل وضع الأسير الأردني "وتركه فريسة سهلة للموت هي عملية انتقامية من شخص البرغوثي الذي أذاق الاحتلال مرارة الهزيمة وكان مسئولا عن قتل العشرات من الجنود والمستوطنين"، على حد وصفهم.
وحمّل مركز "أسرى فلسطين" سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي الذي يخو إضراباً برفقة أربعة أسرى أردنيين منذ الثاني من أيار (مايو) الماضي، وعن التداعيات التي قد تنتج عن استشهاده نتيجة الاستهتار بحياته. من جهتها أعربت مؤسسة مانديلا عن قلقها الشديد على حياة الأسير عبد الله البرغوثي (41 عاما) الذي دخل مرحلة الخطر الحقيقي، في الوقت نفسه الذي أكد فيه الناطق باسم الحكومة المقالة بغزة إيهاب الغصين إن اسماعيل هنية طالب خلال اتصاله اللية الماضية مع قيادة جهاز المخابرات المصرية بضرورة التحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لحماية الأسير عبد الله البرغوثي ووقف معاناته، وبحسب الغصين فقد تلقت الحكومة بغزة وعداً من المخابرات المصرية بمتابعة ملف وتأمين الإفراج عنه.
ودعت مؤسسة مانديلا في بيان لها، أمس السبت، لأوسع حملة تضامن مع الأسرى المضربين والتحرك لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان، مؤكدة أن الحالة الخطيرة التي وصل إليها الأسير البرغوثي تستدعي تحركا عمليا عاجلا، وأن جسده غير قادر على تلقي الحقن وهناك تخوف حقيقي على كبده. وأشارت محامية مانديلا بثينه دقماق إلى أن إدارة مستشفى العفولة، مستمرة بتكبيل يديه وقدميه وأجرت للبرغوثي 4 صور للوريد والكبد، وأبلغوه أن النتائج أثبت أن الكبد في حالة ضمور نتيجة عدم قدرته على تصريف السموم الناجمة عن حرق العضلات والدهون بسبب التوقف عن تناول الطعام.