كتب حوناثان شنايزر مقالاً في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية مقالاً يقول فيه إن ضغوطاً أمريكية في طريقها إلى قطر في محاولة لإجبارها على وقف دعمها لحركة المقاومة الإسلامية - حماس. إذ يعكف هذه الأيام اثنان من أعضاء الكونغرس الأمريكي على جمع تواقيع زملائهم للطعن في العلاقات المالية بين أثرياء قطريين وحركة حماس.
وفيما يلي ترجمة لمقاطع من المقال.
يقول جونثان شنايزر في مقالته: "سفير دولة قطر لدى واشنطن، محمد بن عبد الله الرميحي، على وشك الحصول على رسالة ستضع مهاراته الدبلوماسية رهن الإختبار.
يقوم هذا الأسبوع اثنان من أعضاء مجلس الكونغرس الأمريكي " بيتر روسكام و جون باور" بتوزيع رسالة على أعضاء المجلس من أجل جمع تواقيع للطعن في العلاقات المالية بين أثرياء قطريين وحركة حماس. تقول الرسالة الموجهة مباشرة إلى الرميحي "أنه ومنذ فترة طويلة تشكل العلاقات الثنائية والإستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وقطر بما في ذلك معاهدة الدفاع القوي أهمية حاسمة لكلا البلدين". وتتابع الرسالة "وبالرغم من ذلك نعتقد بأن علاقة حماس مع قطر تشرعن وتعزز منظمة ملتزمة بالعنف والكراهية".
هذا وتعتبر قطر حليفاً مهماً واستراتيجياً لواشنطن حيث توجد في قطر القاعدة الأمريكية الجوية المعروفة باسم قاعدة العديد، والتي تعد مكسباً حيوياً لقيادة المنطقة الوسطى الأمريكية، وخاصة في حروبها في أفغانستان والعراق، وفي الآونة الأخيرة لعبت قطر دوراً رئيسياً في تنظيم وتمويل وتسليح المعارضة السورية في الوقت الذي فشلت فيه الحكومة الأمريكية في الوصول إلى صيغة حول توافق الآراء بين الأطراف السورية.
من ناحية أخرى يرى كل من روسكام وبارو أن تلك العلاقة لا تعفي القطريين من دعمها لجماعة إرهابية اشتهرت بالتفجيرات الانتحارية (حسب تعبير الصحيفة) وإطلاق صواريخ على مناطق مدنية. ومما يثير القلق بصفة خاصة هو تعهد دولة قطر بتقدم 400 مليون دولار العام الماضي كمساعدات مالية لحركة حماس، بالإضافة إلى أن خالد مشعل قد أكد في إحدى خطبه في المسجد الكبير بالدوحة على التزام حماس بتحرير القدس – كناية عن تدمير "إسرائيل".
وقد أشارت الرسالة أيضا إلى أن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني كان أول زعيم أجنبي يقوم بزيارة إلى قطاع غزة منذ تولي حماس السلطة في عام 2007، وعبرت الرسالة كذلك عن القلق من أن الأمير هو من استأجر طائرة خاصة في أبريل – نيسان الماضي لنشطاء من حماس لزيارة الدوحة".
ويكمل جونثان في مقاله: "بعد تنازل أمير قطر عن العرش لابنه تميم بدأت تنتشر بعض الشائعات في الصحف الناطقة بالعربية حول أن الأمير الجديد قد أمهل خالد مشعل 48 ساعة لترك قطر وذلك بعد الإطاحة بتنظيم الإخوان المسلمين في مصر الأسبوع الماضي.
من الواضح الآن أن هذه كانت مجرد إشاعات، وأن سياسة قطر لم تترنح. ولكن ماذا إذا استطاع الضغط من الكونغرس إجبار تميم على تغيير المسار؟
يعتبر توقيت هذه الرسالة بالغ الأهمية إذ أنها تتزامن مع سقوط تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، والذي كان من أحد أكثر رعاة حماس أهمية في الوقت الذي قد صرح مسؤول أمني اسرائيلي كبير بأنه ينظر إلى مصر على أنها "المكتب الخلفي" لحماس، فعلى سبيل المثال استضافت القاهرة الإنتخابات الداخلية لمكتب حركة حماس السياسي وسمحت لأحد كبار قادة حركة حماس وهو موسى أبو مرزوق بأن يتخذ من القاهرة مقراً له. لكن الأهم من ذلك الأنفاق التي تربط شبه جزيرة سيناء المصرية مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس حيث تعتبر الأنفاق وجزيرة سيناء بمثابة شريان الحياة فيما يتعلق بتهريب الأسلحة والبضائع والأموال.مع سقوط حركة الإخوان المسلمين في مصر ومع بدء المجلس العسكري بتدمير الأنفاق تجد حماس نفسها بلا حليف بالمنطقة وتحاول التشبث بقطر من أجل الحصول على المساعدة المالية والسياسية. وفي هذا السياق يمكن للكونغرس أن يعمل على الحد من نجاح هذه العلاقة، في الوقت الذي يعتقد فيه المسؤول الأمني الإسرائيلي "إمكانية إضعاف أو حتى تدمير حركة حماس".
من المتوقع أن يتم اختصار الرسالة وأن تقتصر على وضع علامة على دولة قطر مثل "دولة راعية للإرهاب" ومما لا شك فيه أن تلك الرسالة سوف تواجه مقاومة شديدة من وزارة الخارجية الأمريكية والتي سوف تحمي حليفها المؤثر بالرغم من صغر حجمه.
على ما يبدو فإن روسكام وبارو مستعدان للمعركة وخاصة مع وزير الخارجية جون كيري، فقد أشارا في رسالتهما إلى أنه في عام 2009 قد حذر السيناتور جون كيري قائلاً " لا يمكن أن تستمر قطر حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية يوم الإثنين، بينما الثلاثاء تقوم بإرسال الأموال لحماس".
وجوناثان شنايزر: هو محلل تمويل الإرهاب السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، ونائب رئيس قسم البحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
ترجمة عن موقع Politico