أدانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها بقوة اللقاء التطبيعي الذي وصفته بـ"المشين" الذي نظمته "مبادرة جنيف" متمثلة بأمين سر تنفيذية منظمة التحرير ياسر عبد ربه في مقر المنظمة بمدينة رام الله يوم الأحد الماضي، مع عشرات شخصيات الحزبيْن الإسرائيليين (الليكود وشاس)، بمشاركة كل من عضوي مركزية فتح، نبيل شعث ومحمد المدني.
كما أدانت اللجنة اللقاء الذي سبقه في مبنى البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) لنفس المبادرة، والذي شارك فيه أشرف العجرمي، وزير الأسرى السابق في الضفة الغربية، والأكاديمي خليل الشقاقي وغيرهم، بحضور قادة إسرائيليين من أمثال وزيرة العدل في حكومة الاحتلال "تسيبي لفني"، ووزير الجيش الإسرائيلي الأسبق "شاؤول موفاز".
وقالت للجنة الوطنية في بيان لها "إن هذه اللقاءات التطبيعية هي استمرار لنهج اتفاقية أوسلو الذي فقد شرعيته الشعبية والوطنية، وإمعان في التواطؤ في توفير أوراق توت فلسطينية لستر جرائم دولة الاحتلال ونظامها الاستعماري والعنصري ضد شعبنا الفلسطيني".
ودعت اللجنة الوطنية للمقاطعة "لوقف كل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال ورموزها ومؤسساتها الشريكة في نظام الأبارتهايد والاستعمار الإحلالي لشعبنا، مطالبة بعزل ياسر عبد ربه من منصبه كأمين سر للمنظمة على الفور وبمحاسبة كل من تورط في لقاءات أو مشاريع تطبيعية.
واعتبرت اللجنة الوطنية هذه اللقاءات التطبيعية "وجهاً سياسياً للتطبيع الإقتصادي الذي أعلن عنه رسمياً في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت تحت عنوان "مبادرة كسر الجمود" بمشاركة كبار رجال الأعمال الفلسطينيين، وذكر الإعلام منهم منيب المصري وصبيح المصري وبشار المصري وزاهي خوري وسمير حليلة وغيرهم، وعشرات الاقتصاديين الإسرائيليين المتورطين بغالبيتهم في جرائم الاحتلال وانتهاكاته للقانون الدولي.
كما اعتبرت اللجنة الوطنية للمقاطعة،_ وهي أكبر تحالف لقوى واتحادات ومنظمات وشبكات المجتمع الفلسطيني_ هذه اللقاءات "متناقضة تماماً مع إرادة الشعب الفلسطيني التي عبرت عنها الغالبية الساحقة من أحزابه وأجسامه النقابية والاجتماعية والنضالية في نداء 2005 لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) حتى تنصاع بالكامل للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان وتعترف بحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها العودة والتحرر وتقرير المصير".وقالت اللجنة "إن الفلسطينيين الذين يجتمعون بالأحزاب المتطرفة الصهونية، كالليكود وشاس، التي تقود التخطيط والتنفيذ لكل هذه الجرائم وتقدم المبررات الدينية والأيديولوجية لتبريرها، والفلسطينيين الذين يتمنون الشفاء العاجل لأحد أكثر الرموز الصهيونية فاشية، الحاخام عوفاديا يوسف الذي شبه العرب بالحيوانات وحرض على قتل أطفالنا، إنما يقدمون خدمة كبيرة لدولة الاحتلال بمساهمتهم في التغطية على جرائمها وتعبيد طرق التطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية، بالذات المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين مصر والمغرب، كما مع دول الجنوب الأخرى".
وأضافت "إسرائيل ومجموعات اللوبي الصهيوني حول العالم تعي أن حربها ضد حركة المقاطعة BDS بدأت تذوي وأن أهم سلاح تستخدمه لكسر عزلتها الدولية المتفاقمة (على الصعيد الشعبي) يكمن في استغلال وتوظيف أوراق التوت الفلسطينية والعربية عامة، للتغطية على جرائمها بحق شعوبنا العربية وإعطاء انطباع زائف للعالم وكأن هناك مسيرة "سلام" وإشكاليات بسيطة مع الفلسطينيين لا تستوجب المقاطعة".
ودعت اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل الشعب في كل أماكن تواجده وقواه الحية وجميع مؤسساته الوطنية "إلى استنهاض الهمم والتصدي بحزم وبشكل حضاري وسلمي -- يليق بوعي شعبنا حول حل التناقضات الداخلية -- لكل أشكال التطبيع والضغط على رموز التطبيع السياسي والاقتصادي والتقني والنسوي والرياضي والأكاديمي والثقافي والبيئي والشبابي وغيرها لوقفه فوراً.مطالبة بإسقاط مبادرة جنيف وعزل من يقف ورائها ويسوقها، وتعزيز حركة المقاطعة العالمية، وهي من أهم أشكال مقاومتنا الشعبية والمدنية لدولة الاحتلال، "التي باتت تنظر إليها كـ"خطر استراتيجي" على كل نظامها الاستعماري والعنصري، من أجل استعادة حقوقنا، كلّ حقوقنا"، على حد قولها.