شبكة قدس الإخبارية

محمد السنوار.. رجل الظل وأحد مهندسي طوفان الأقصى شهيدا

photo_2025-12-29_17-03-08

شبكة قدس الإخبارية: أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين، 29 ديسمبر 2025؛ عن ارتقاء مجموعة من قادتها العسكريين من بينهم القيادي البارز الشهيد محمد السنوار الذي ادعت "إسرائيل" اغتياله في مايو 2025، وذلك بعد سنوات طويلة من الملاحقة ومحاولات الاغتيال الفاشلة.

يعتبر محمد السنوار الذي ارتقى عن عمر يناهز 50 عاما؛ أحد مهندسي عملية طوفان الأقصى، فقد كان يتبنى قبلها استمرار الهجمات على جيش الاحتلال وإفقاده الدافعية للقتال، وكان السنوار ممن أشرف على اقتحام مستوطنات غلاف غزة صبيحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولد محمد إبراهيم السنوار في سبتمبر/أيلول من عام 1975 بمخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة المجدل، وانضم لحركة حماس منذ السنوات الأولى لانطلاقتها.

برز نشاط السنوار في انتفاضة الأقصى عام 2000، وتدرّج في مواقع العمل العسكري داخل كتائب القسام، وتولى منصب قائد لواء خان يونس، وأصبح عضوًا بارزًا في المجلس العسكري على مستوى قطاع غزة.

ويعتبر محمد السنوار من أصحاب المواقف الصلبة وله علاقة بمتابعة عملية التفاوض على صفقات تبادل الأسرى خلال الحرب، وسط ترجيحات إسرائيلية بتوليه قيادة كتائب القسام خلال الحرب بعد اغتيال محمد الضيف ومروان عيسى.

ارتبط اسم محمد السنوار بشقيقه يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة الذي استشهد خلال اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال في حي تل السلطان غرب مدينة رفح في أكتوبر/تشرين الأول 2024.

كما جمعت محمد السنوار، علاقة قوية بالقائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، نظرا لنشأتهم في مخيم خانيونس، وكذلك قيادات كتائب القسام في جنوب القطاع رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم الذين اغتالهم الاحتلال في الحرب على غزة عام 2014.

وضع الاحتلال محمد السنوار الذي اشتهر بالمراوغة والإفلات من محاولات الاغتيالات على قائمة المطلوبين لديه مبكرا ولفترة طويلة، واتهمه بأنه من ضمن العقول المدبرة لعملية "الوهم المتبدد" في 25 يونيو/حزيران 2006 التي استهدفت موقعًا عسكريا إسرائيليا على الحدود الشرقية لمدينة رفح وأسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والاحتفاظ به على مدار 5 سنوات، مما زاد من وضعه تحت الأنظار الإسرائيلية.

ويعرف محمد السنوار بشخصيته الجدية الصارمة خاصة في العمل العسكري، ولا يظهر إعلاميا إلا نادرا من دون الكشف عن ملامحه الحقيقية، حتى بات يطلق عليه "رجل الظل".

في السنوات الأخيرة تولى السنوار مسؤولية مركزية على مستوى هيئة أركان كتائب القسام، وأشرف بعد عام 2012 على ملف التجهيز والإمداد والدعم اللوجستي الموكل إليه توفير عناصر القسام بالعتاد العسكري والسلاح والمعدات المخصصة للصناعات العسكرية ومراكز التدريب والتأهيل.

وتولى السنوار هذا الملف تحت قيادة شقيقه يحيى الذي كان على رأس الدائرة العسكرية في المكتب السياسي لحماس بعد الإفراج عنه عام 2011 وقبل انتخابه رئيسا لها في غزة عام 2017.