متابعة - شبكة قُدس: شهدت مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني المحتل، الليلة الماضية، مشهد رعب، حاول خلاله مستوطن الاعتداء على منزل يعود لعائلة فلسطينية.
وفي التفاصيل؛ تجول المستوطن، بشكل مريب في محيط أحد المنازل، خلال تواجد سيدة برفقة طفلتها الرضيعة بداخله، حيث حاول فتح الأبواب والدخول بالقوة، وسط حالة من الهلع والخوف إلى حين تجمع الأهالي الذين أوقفوا محاولات المستوطن.
هذه الحادثة ليست منفردة، بل كانت امتدادا لحادثة مشابهة وقعت قبل أيام في مدينة يافا المحتلة باعتداء مستوطن على سيدة حامل وطفليها، وهو ما أثار قلقا حقيقيا بين الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل، من هجمات ممنهجة للمستوطنين، خاصة وأن قوات الاحتلال متواطئة بشكل علني وأفرجت عن المستوطنين المتورطين في الحادثتين رغم وجود فيديوهات وشهادات توثق الهجومين.
ويرى عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، لؤي الخطيب، أن الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل ليسوا بمنأى عن اعتداءات المستوطنين تماما كما في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وقال الخطيب في لقاء خاص مع "شبكة قُدس"، أن هناك تصاعدا ملحوظا في اعتداءات المستوطنين، التي كان آخرها حدثيّ الاعتداء في يافا وأم الفحم، حيث تم اعتقال عدد من الفلسطينيين الذين قالوا لا لاعتداءات المستوطنين. مشيرا إلى أن المستوطنين المعتدين في أم الفحم هم أنفسهم كانوا ينشطون في الضفة الغربية تحت إطار ما يسمى "فتية التلال" المعروفين بوحشية اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين.
وأضاف لؤي الخطيب، أن شرطة الاحتلال متواطئة تماما مع أي محاولة لطرد الفلسطيني من الداخل، فأفرجت عن المستوطنين المتورطين في الاعتداءات بحق الفلسطينيين وكذلك رعاية ودعم عصابات الإجرام في الداخل المحتل.
ووفق الخطيب هناك مؤامرة كبيرة ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل، وهذا يفسر سبب وجود تجمعات استيطانية بين أماكن يتواجد الفلسطينيون فيها، وخاصة في يافا.
وأشار في السياق ذاته إلى أن جرائم المستوطنين لم تتوقف في الداخل المحتل، ولكنها لم تصل حدّ الاعتداء على السيدات والأطفال بهذه الصورة، دون أي رادع. موضحا أن هذه الاعتداءات تعزز انعدام الشعور بالأمان من قبل الفلسطينيين في الداخل المحتل ما يدفعهم للهجرة، والأمر وفق الخطيب لا يقتصر على اعتداءات المستوطنين وإنما أيضا عصابات الإجرام التي ترعاها مخابرات الاحتلال.
من جانبه، أدان رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، الاعتداء العنصري الإجرامي على السيدة في يافا وأطفالها، بما في ذلك البصق عليها والتطاول الجسدي واللفظي، معتبرا أن ما جرى يعكس مستوى الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت إليه جماعات المستوطنين، تحت غطاء التحريض الرسمي.
وأضاف أبو شحادة، في بيان، أن هذا الاعتداء ليس حادثا فرديا، بل حلقة جديدة في سياسة ممنهجة تستهدف أهل يافا وعموم الشعب الفلسطيني، في إطار مشروع واضح يهدف إلى ترويع السكان الأصليين ودفعهم إلى الرحيل. مشددا أن ما يجري نتيجة لتحريض سياسي وإعلامي مستمر ضد الفلسطينيين في مدنهم.
وعن تفاصيل الاعتداء في يافا؛ تعرضت عائلة فلسطينية في حي العجمي بمدينة يافا، مساء السبت 13 ديسمبر/كانون أول 2025، لاعتداء عنصري من قبل ثلاثة مستوطنين، شمل شتائم عنصرية، ورش غاز الفلفل، واستهدف طفلين ووالدتهما الحامل في شهرها التاسع.
وأكدت السيدة حنان خيمل التي تعرضت للاعتداء، إن أطفالها أصيبوا بالهلع والخوف والبكاء بسبب الاعتداء.
رداً على الحادث، تقرر تنظيم مظاهرة احتجاجية، بينما أعلن الإضراب يوم الاثنين تضامناً مع العائلة، ولاحقا نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت 14 فلسطينيا.
كما تم الإعلان عن تنظيم مظاهرة كبيرة بعد صلاة الجمعة، وكذلك مسيرة لنساء يافا ضد اعتداءات المستوطنين.



