متابعة - شبكة قُدس: في تطور ميداني جديد ضمن العدوان الإسرائيلي العسكري المتواصل على مخيمات شمال الضفة الغربية، أصدرت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قرارًا عسكريًا يقضي بهدم 25 بناية سكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم؛ تمهيدًا لتنفيذ عمليات الهدم أواخر الأسبوع الجاري في سياق أعمال جيش الاحتلال لتغيير معالم المخيم الديموغرافية وشقّ طرق فرعية وتعبيد طرقات جديدة.
وقال نائب رئيس اللجنة الشعبية في مخيّم نور شمس، يوسف فنادقة، في حديث مع "شبكة قدس"، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت قرارًا عسكريًا يقضي بهدم عشرات المنازل داخل المخيم، مشيرًا إلى أن اللجنة أُبلغت رسميًا بأن القرار يشمل هدم 25 بناية سكنية في منطقة "المسلخ". وأوضح فنادقة أن كل بناية سكنية تضم ما بين منزلين إلى أربعة منازل، ما يعني أن هذه البنايات كانت تأوي ما لا يقل عن 300 فلسطيني قبل موجات النزوح القسري التي شهدها المخيم مطلع العام الجاري، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأضاف أن الاحتلال يركّز عمليات التجريف والهدم في منطقتي "المنشية والمسلخ"، حيث ينفذ منذ نحو عشرة أيام أعمال شقّ وتعبيد لطرقات جديدة، في مؤشر واضح على استحالة عودة السكان إلى منازلهم في هاتين المنطقتين مستقبلًا.
وأشار فنادقة إلى أن اللجنة الشعبية تعمل حاليًا على ترتيب تنسيقات مع الجهات المختصة والارتباط الفلسطيني، بهدف السماح لأصحاب المنازل المستهدفة بالدخول إليها وسحب ما يمكنهم من مقتنياتهم الشخصية قبل تنفيذ عمليات الهدم.
وبيّن أن التجربة السابقة مع الاحتلال تؤكد أن جميع عمليات الهدم التي يُعلن عنها تُنفذ فعليًا دون أي رادع، موضحًا أن القرار العسكري الأخير من المقرر أن يدخل حيّز التنفيذ يوم الخميس المقبل، ما يعكس إصرار الاحتلال على تدمير المخيم واستمرار عملياته دون أي مؤشرات على انسحاب قواته أو عودة السكان.
وكشف فنادقة أنه من المقرر عقد لقاء بعد غدٍ الثلاثاء مع وزيرة التنمية الاجتماعية، لبحث مطالب سكان المخيم، والحصول على إجابات واضحة بشأن مصير العائلات النازحة، لا سيما تلك التي دُمّرت منازلها بشكل كامل، وكيفية تقديم الدعم اللازم لهم.
وأضاف أن نحو 1907 عائلات نازحة تعيش حاليًا في شقق مستأجرة موزعة على مختلف مناطق محافظة طولكرم منذ 322 يومًا، في ظل افتقادها للحد الأدنى من مقومات العيش، وتحملها أعباء مالية مرتفعة نتيجة تكاليف الإيجارات.
وختم فنادقة بالإشارة إلى أن الاحتلال دمّر بشكل كامل ما لا يقل عن 1000 شقة سكنية في مخيم نور شمس، إلى جانب مئات المنازل التي تعرضت لأضرار جزئية، في إطار سياسة تدمير ممنهجة تستهدف البنية السكنية للمخيم وسكانه.
ومنذ الواحد والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، يواصل جيش الاحتلال عدوانًا واسعًا شمالي الضفة، بدأه بمخيم جنين ثم انتقل لمخيمي طولكرم ونور شمس، وأسفر عن تدمير آلاف المنازل جزئيًا وكليًا، إلى جانب تهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني.


