متابعات قدس الإخبارية: كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية، اليوم الاثنين، عن قيام جيش الاحتلال بعمليات مراقبة وتنصت على خطط واجتماعات القوات الأميركية داخل ما يعرف بـ"مركز التنسيق المدني العسكري"، الذي تم إنشاؤه بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وداخل المركز الذي يقع في منطقة "كريات غات"، ويبعد 13 ميلا عن حدود غزة، أجرت "إسرائيل" عمليات مراقبة على القوات الأميركية وحلفائها، وتعمّدت تسجيل الاجتماعات التي تعقد في الموقع، مما أثار خلافا بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، وفق الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن جهات إسرائيلية قامت بعمليات مراقبة واسعة استهدفت محادثات واجتماعات للقوات الأميركية وحلفائها داخل المركز، عبر تسجيلات صوتية علنية وسرية.
وقالت الصحيفة إن حجم المعلومات الاستخباراتية في المركز، دفع قائد القاعدة الأميركية، الفريق أول، باتريك فرانك، إلى استدعاء مسؤول إسرائيلي لاجتماع عاجل، لإبلاغه بأن "عمليات تسجيل الاجتماعات يجب أن تتوقف عند هذا الحد".
وأفادت الصحيفة بأن موظفين وزوار لمركز التنسيق التابع للولايات المتحدة، أعربوا عن مخاوفهم من تسجيل "إسرائيل" للاجتماعات والبيانات المتداولة داخل المنشأة، مؤكدة أن المسؤولين طلبوا من العاملين في المكان تجنب مشاركة معلومات حساسة خشية استغلالها.
ونوهت الصحيفة إلى أن "الجيش الأميركي رفض التعليق عند سؤاله عن عمليات المراقبة الإسرائيلية بالموقع"، كما رفض جيش الاحتلال التعليق على طلب فرانك وقف التسجيل. وأشار مصدر للصحيفة إلى أن المحادثات داخل الموقع تعد "غير سرية".
ونقلت الصحيفة عن جيش الاحتلال قوله إنه "يقوم بتوثيق وتلخيص الاجتماعات التي يحضرها وفق البروتوكول"، نافيا أن تكون هناك عمليات جمع معلومات استخباراتية عن الاجتماعات التي يشارك فيها.
ما يُعرف بـ"مركز التنسيق المدني العسكري لقطاع غزة"، داخل مستودع أُعيد استخدامه بمنطقة صناعية تابعة للاحتلال، وعلى بعد 13 ميلا من حدود غزة، لمناقشة ملفات الأمن والحكم المدني والمساعدات الإنسانية، ورسم مستقبل القطاع لما بعد الحرب.
وداخل هذه المنشأة، يعمل مئات الجنود الأميركيين والإسرائيليين، إلى جانب ضباط أمن عرب ودبلوماسيين غربيين وعاملين إنسانيين، على رسم مستقبل غزة، بدون حضور أو وجود أي تمثيل للفلسطينيين.
ورغم مهام المركز، التي تتضمن مراقبة سير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وضمان دخول المساعدات بدون قيود، تواصل "إسرائيل" خرق الاتفاق بعمليات القصف والقتل والتدمير في القطاع، لا سيما منع وتقييد حركة دخول المساعدات الغذائية والأدوية الطبية ومعدات الإيواء اللازمة لسكان قطاع غزة.
وكشفت الصحيفة عن مغادرة العشرات من الخبراء لموقع العمل في "كريات غات" بعد أسابيع قصيرة من بدء العمل فيه، بسبب استمرار القيود الإسرائيلية على حركة دخول المساعدات إلى قطاع غزة.



