ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن عائلات قتلى 7 أكتوبر صعّدت هجومها على حكومة بنيامين نتنياهو بعد إعلانها تشكيل لجنة تحقيق غير رسمية، خطوة ينظر إليها داخل "إسرائيل" بوصفها محاولة التفاف على المساءلة، وتمهيداً لدفن الحقائق المرتبطة بالانهيار الأمني والعسكري الذي سمح للمقاومة الفلسطينية بتنفيذ هجوم غير مسبوق. وقالت هذه العائلات إن نتنياهو "جرّب كل أسلوب رخيص للهروب من المسؤولية"، متهمة إياه بمحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض قبل إجباره على تشكيل لجنة تحقيق رسمية بموجب القانون.
وتضم هذه المجموعات عائلات قتلى من وحدات المراقبة والجيش والمهرجانات التي استهدفتها المقاومة، إضافة إلى عائلات مَن أُسرن ثم أُطلق سراحهن. وتؤكد هذه العائلات أن الاحتجاجات المقبلة ستكون "أكبر وأكثر تصعيداً"، وأنها ستستمر إلى أن تُجبر الحكومة التي "فشلت في منع حدث 7 أكتوبر" على الخضوع لتحقيق حقيقي يحدد المسؤوليات داخل القيادة العسكرية والسياسية.
وتقول هذه العائلات إن آلاف الإسرائيليين الذين خرجوا إلى الشوارع أمس يطالبون بلجنة رسمية، لكن الحكومة تواصل "الهروب نحو الأمام" عبر صياغة لجنة سياسية تحاول عبرها "منح المتهمين حق اختيار المحققين وتحديد طبيعة التحقيق”. وتضيف أن السلطة “تعبث بمستقبل الإسرائيليين بسبب خوفها من الحقيقة".
ونشر رافي بن شتريت، والد أحد القتلى، بياناً قال فيه إن قرار الحكومة "يثبت أن نتنياهو يرتعد خوفاً من لجنة تحقيق قد تكشف مسؤوليته المباشرة عن الإخفاق الأمني". ووصف حكومة نتنياهو بأنها "عصابة تتستر على نفسها" وتعمل على تبييض مسؤوليتها عن ما جرى.
أما يوناتان شمريز، الذي قُتل شقيقه بنيران الجيش نفسه، فقد قال إن اللجنة غير الرسمية "محاولة لإخفاء الأدلة وتبرئة القيادات التي سمحت بانهيار الحدود ووقوع الكارثة". واتهم حكومة نتنياهو بأنها "هي التي حافظت على حكم حماس تحت شعار إدارة الصراع وتقليصه مع الفلسطينيين"، قبل أن ترتد عليها النتائج في 7 أكتوبر، وهو ما وصفه بأنه "أكبر فشل أمني في تاريخ الدولة".
وتؤكد مجموعات الاحتياط في جيش الاحتلال برئاسة يوعاز هندل أن مرور عامين على الحرب سمح باختفاء معلومات حساسة تتعلق بالإخفاق، وأن كل يوم دون لجنة رسمية "يعمّق التعتيم". وتقول إن "الخوف السياسي يمنع التعلم من أخطاء 7 أكتوبر"، وإن اللجنة الحكومية مجرد مناورة لإبقاء نتنياهو في منصبه مهما كان الثمن.
زعيم المعارضة لدى الاحتلال يائير لبيد قال إن الحكومة تهرب من الحقيقة وتتنصل من المسؤولية، مشدداً على وجود إجماع على ضرورة تشكيل لجنة رسمية، وأن رفض الحكومة يمسّ بصورة الجيش وكرامة الجنود ويُعرّض أمن "إسرائيل" للخطر. أما يائير غولان فاتهم حكومة نتنياهو بأنها لا تسمح للمتهم بأن يعيّن محققيه، مؤكداً أن لجنة رسمية ستُقام مهما حاولت الحكومة إخفاء إخفاقاتها.
ووصف الجنرال احتياط في جيش الاحتلال غادي آيزنكوت اللجنة بأنها لجنة تبييض وكمبينات، قائلاً إن رؤساء الحكومة هم الوحيدون الرافضون لتحمّل المسؤولية عن الفشل الأكبر في تاريخ "إسرائيل". في حين قال أفيغدور ليبرمان إن الحكومة تقيم لجنة تبييض بدلاً من مواجهة الحقيقة، مؤكداً أن لجنة تحقيق رسمية ستُقام رغماً عنهم، وسيُحاسَب كل مَن ثبت تقصيره.



