شبكة قدس الإخبارية

جنوب أفريقيا تفتح تحقيقا بعد وصول طائرة تقل فلسطينيين من غزة دون وثائق

G5pPMNSWEAAK6V0-730x438

متابعة قدس: أعلن رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، فتح تحقيق في الملابسات التي أحاطت بوصول طائرة تقل عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أحد مطارات بلاده دون وثائق رسمية، مشيراً إلى أنه أصدر توجيهات واضحة باستقبالهم وعدم إعادتهم إلى القطاع مهما كانت الظروف. وجاء ذلك عقب بيان لسلطات الحدود في جنوب أفريقيا أكدت فيه أنها سمحت بدخول الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مطار "أو. آر. تامبو الدولي" في جوهانسبرغ قادمين من كينيا، بعد أن رُفض دخولهم في البداية لعدم استيفائهم شروط الهجرة.

وقال رامافوزا إن أجهزة الاستخبارات في بلاده تتحقق من الجهة التي تقف وراء الطائرة المستأجرة التي هبطت في جوهانسبرغ، وعلى متنها أكثر من 150 فلسطينياً قدموا من غزة التي تعيش على وقع الحرب والدمار، دون أن يحملوا وثائق سفر رسمية. وأوضح أن التحقيق يشمل مسار الرحلة وتفاصيل مرورها عبر نيروبي في كينيا، مشيراً إلى أن وضع هؤلاء الفلسطينيين على متن الطائرة "تم بطريقة غامضة" وغير مفهومة للسلطات. وأضاف في تصريح متلفز أن بلاده لن تجبرهم على العودة، وأن واجبها الأخلاقي يحتم استقبالهم رغم عدم امتلاكهم الوثائق اللازمة، لأنهم قادمون من منطقة حرب.

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن تقديرها للموقف "المبدئي والمتقدم" لجنوب أفريقيا، مشيدة باستقبالها لعدد من الفلسطينيين "الذين جرى التغرير بهم" عبر جهات لم تُحدد طبيعتها. ورغم عدم صدور تعليق رسمي من حكومة الاحتلال، التي تسيطر على أكثر من نصف مساحة قطاع غزة، فإن تقارير صحافية كانت قد كشفت خلال الأشهر الماضية عن محادثات أجرتها تل أبيب مع دول مختلفة، بينها جنوب السودان، لبحث إمكانية تهجير فلسطينيين من القطاع إليها، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس" في آب/ أغسطس الماضي. وتأتي هذه القضية في سياق علاقة متوترة بين بريتوريا وتل أبيب، بعد رفع جنوب أفريقيا دعوى إبادة جماعية ضد حكومة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية نهاية 2023.

وفي التفاصيل التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشفت الصحيفة أن منظمة تُدعى "المجد"، مقرها في القدس، تقف خلف إخراج أكثر من 150 فلسطينياً من غزة عبر ترتيبات سرية. وذكرت أن هذه المنظمة التي تأسست عام 2010 تقدّم نفسها بوصفها جهة "تساعد المجتمعات المسلمة في مناطق النزاع"، إلا أنها تعمل عملياً على تسهيل تهجير فلسطينيين من القطاع تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وأشارت الصحيفة إلى أن موقع المنظمة لا يتضمن أي بيانات اتصال، بينما تخلو قائمة شركائها من أي أسماء رغم ادعائها التعاون مع 15 هيئة دولية، مع تعليق مقتضب يقول: "ستُنشر التفاصيل قريباً".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في جيش الاحتلال، لم تُسمّه، قوله إن منظمة "المجد" هي الجهة التي رتّبت عملية إخراج الفلسطينيين من غزة، موضحاً أن حكومة الاحتلال رافقت الحافلات التي نقلتهم من نقطة تجمع داخل القطاع إلى معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرتها، قبل أن تُنقل المجموعة إلى مطار رامون في جنوب فلسطين المحتلة، حيث أقلعت الطائرة التي حطت لاحقاً في جوهانسبرغ. وبحسب "يديعوت أحرونوت"، أثارت السرية التي رافقت الرحلة قلق منظمات حقوقية حذرت من احتمال أن تكون جزءاً من مسعى أوسع لفرض تهجير ممنهج على فلسطينيي القطاع.

كما نقلت الصحيفة عن منسق أنشطة حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، غسان عليان، قوله إن خروج هؤلاء الفلسطينيين تم بعد حصول تل أبيب على موافقة دولة ثالثة لاستيعابهم، دون الكشف عن اسمها أو طبيعة التفاهمات التي جرت معها، ما يفتح الباب أمام أسئلة عديدة حول طبيعة هذه العملية، والجهات المتورطة فيها، والأهداف التي تقف خلفها في هذا التوقيت تحديداً.