ترجمة خاصة - شبكة قُدس: كشف موقع “والّا” العبري عن مناورة واسعة وغير مسبوقة نفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية يوم أمس الأربعاء، في محاولة لاختبار جاهزية قواته للتعامل مع سيناريوهات مشابهة لهجمات 7 أكتوبر. وقد قاد التمرين قيادة المنطقة الوسطى، وشاركت فيه وحدات من سلاح الجو و“الشاباك” والشرطة والطوارئ، ضمن تدريب وصف بأنه الأكثر تعقيدًا في الضفة منذ سنوات.
المناورة شملت محاكاة عشرات السيناريوهات، من بينها إعادة إنتاج نموذج “المظليين بالمحركات” الذي باغت الجيش على حدود غزة قبل عامين. ووفق التقرير، نفذ عناصر الوحدات الجوية تدريبات على تحليق منخفض، وألقى مشغّلو المظلات المزوّدة بمحركات أكياس مياه نحو الجنود لمحاكاة هجوم مباشر من الجو. ويأتي هذا التدريب استنادًا إلى استنتاجات لجنة اللواء احتياط سامي ترجمان التي أكدت فشل سلاح الجو في حماية المجال الجوي المنخفض خلال أحداث “السبت الأسود”.
ويشير التقرير إلى أن قيادة المنطقة الوسطى تواجه تحديًا مستمرًا يتمثل في ضعف القدرة البشرية واللوجستية للتعامل مع “حرب مفاجئة” دون إنذار مسبق، خاصة أن نطاق مسؤوليتها الجغرافية يتجاوز بكثير قدرات الوحدات المنتشرة في الضفة. وبحسب مقارنة أجراها الجيش، فإن مساحة مسؤولية “لواء يهودا” وحده تبلغ ثلاثة أضعاف مساحة قطاع غزة، ما يستلزم انتشارًا عسكريًا أوسع وقوات أكبر للحفاظ على الحد الأدنى من الجهوزية.
ورغم مشاركة مئات الطائرات التابعة لسلاح الجو، التي نفذت مهام جمع معلومات وقصفًا جويًا وإجلاءً طبيًا، فإن الفجوات التي ظهرت خلال الحرب الأخيرة لا تزال واضحة، خصوصًا أن العديد من كتائب الاحتياط تفتقر إلى الخبرة المهنية في توجيه الطائرات الحربية والمروحيات خلال العمليات البرية.
ويقول التقرير إن جزءًا كبيرًا من الإخفاقات التي ظهرت في 7 أكتوبر ما زال حاضرًا، رغم استثمار الجيش في تدريبات متقدمة شملت محاكاة اقتحامات جوية وإنزالات بالمظلات. فالتجربة أظهرت أن المستوطنات والبلدات الواقعة في الضفة تشكّل نقاط انهيار سريعة عند تعدد محاور الهجوم، في ظل بطء الاستجابة وصعوبة التنسيق بين القوات.
وتشير تقديرات الجيش إلى أن أحد أبرز المخاطر يكمن في غياب “لغة عملياتية موحّدة” بين القوات البرية والجوية، وهو خلل يهدد بإعادة إنتاج الشلل العملياتي الذي ظهر في “يوم السبت الأسود”، خصوصًا إذا اندلعت مواجهة واسعة على أكثر من محور في الوقت ذاته.
وبحسب التقرير، تبقى هذه الثغرات علامة استفهام كبيرة بشأن قدرة جيش الاحتلال على التعامل مع سيناريوهات معقدة في الضفة، بينما يستمر اعتماد الجيش على كتائب احتياط غير متمرسة في إدارة التنسيق الجوي. وهذا الواقع، كما يؤكد التقرير، قد يجعل أي مواجهة مباغتة تهديدًا مباشرًا للمستوطنات ولانتشار قوات الاحتلال، في ظل فجوات يعترف الجيش ذاته بأنه لم ينجح حتى الآن في سدّها.



