شبكة قدس الإخبارية

كيف قرأ محللون إعلان كتائب القسام تسليم جثمان هدار جولدن؟ 

IMG_4287

متابعة قدس: أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أنها ستقوم بتسليم جثمان الضابط الإسرائيلي هدار جولدن، الذي عُثر عليه ظهر أمس داخل أحد الأنفاق في مخيم يبنا بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك في إطار صفقة “طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى.

وذكرت القسام أن العثور على الجثمان تم عند الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت غزة، خلال عملية بحث ميدانية في أحد الأنفاق القديمة التي تعود إلى معركة عام 2014.

الكاتب والمحلل السياسي أحمد الطناني قال إن ما يتّضح من البيان الأخير الصادر عن كتائب القسام، ومن التصريحات الإسرائيلية التي تحدثت عن احتمال تسليم جثة أسير إسرائيلي اليوم، هو أن الجهود التفاوضية الرامية إلى إخراج المقاومين من شرق "الخط الأصفر" عبر ممر آمن إلى مناطق لا يتواجد فيها جيش الاحتلال لم تُفضِ إلى نتيجة.

وفي المقابل، أشار إلى أن المقاومة لم تُبدِ تشددًا بشأن تسليم جثمان هدار جولدن، لعدم رغبتها في المجازفة بانهيار الاتفاق أو تحويل الحدث إلى ذريعة لاستئناف العدوان على قطاع غزة.

وأوضح الطناني أن المقاومة أعدّت جميع الأطراف للتعامل مع أي طارئ أمني قد ينشأ في مناطق سيطرة الاحتلال، خصوصًا في مدينة رفح، نتيجة رفض الاحتلال السماح بإجلاء المقاومين أو فتح ممر آمن لخروجهم.

كما ألقى بالمسؤولية عن أي تطورات ميدانية على الاحتلال الإسرائيلي أولًا، ثم على الطرف الأمريكي ثانيًا، لامتلاكه أوراق الضغط القادرة على فرض حلول على حكومة الاحتلال، ولا سيما في ظل دخول إسرائيل موسمًا انتخابيًا جعل الملف رهينة حسابات داخلية ومعادلات سياسية ضيقة.

وأضاف أن مرونة المقاومة أبقت الباب مفتوحًا أمام مبادرات وسيطة تهدف إلى احتواء أي اشتباكات محتملة بين عقد المقاومة القتالية وقوات الاحتلال، مؤكدًا أن تسليم جثمان جولدن يُقرأ، في الأساس، كدلالة على تمسك المقاومة بالاتفاق واستعدادها للانخراط في حلول منطقية لإنهاء الأزمة.

وختم الطناني بالإشارة إلى أن إعلان المقاومة الذي فسر أحداث رفح أوضح أن خطوط الاتصال مع المقاومين داخل المدينة مقطوعة منذ أشهر، ما يعني أن أولئك المقاتلين سيتصرفون وفق قواعد الاشتباك التي كانت سارية خلال الحرب، لا وفق قواعد اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي، فإن أي اقتراب أو هجوم إسرائيلي على مواقعهم سيُقابل برد وفق منطق الحرب واستراتيجية رفع الكلفة على القوة المعادية قدر الإمكان.

وفي وقت سابق من اليوم، حمّلت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مقاتليها في رفح، والذين يدافعون عن أنفسهم في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش. 

وأكدت الكتائب في بيان رسمي أن مبدأ "الاستسلام أو تسليم النفس" غير وارد في قاموسها، مطالبة الوسطاء بتحمّل مسؤولياتهم وتقديم حلول تضمن استمرار وقف إطلاق النار ومنع أي ذريعة لخرقه واستغلال ذلك لاستهداف المدنيين.

وقالت الكتائب إن عمليات استخراج جثث أسرى الاحتلال جرت في ظروف معقدة وبالغة الصعوبة. وأشارت إلى أن ما تبقى من جثث يتطلب طواقم ومعدات فنية إضافية.